نزيف الفقد

خاطرة / مروى العبدلي
لا أعرف إن كنتِ حقيقة ملموسة، أم وهجًا وُلد في داخلي، ليبقى سرًا يلازمني.
كل ما أعلمه أنّ حضوري بك مختلف، وغيابك موتٌ صغير يتكرر كل يوم.
الشوق الذي يسكنني ليس انتظارًا عاديًا، بل عطشٌ ينهش روحي ويجعلني أبحث عنك في الوجوه، في الأماكن، وحتى في الصمت.
العشق عندي ليس خيارًا، هو قدرٌ صامت يربطني بك بخيط لا يُرى، لا ينقطع ولا يلين.
الهيام بي ليس مجرد حب، بل تيهٌ جميل. أن أذوب حتى أفقد ملامحي، فلا أعرف حيث أنتهي أنا وتبدأ أنت.
أما الفقد… فهو نزيف بطيء، يسرق مني جزءًا كل يوم، ويتركني ناقصًا لا يكتمل إلا بك.
أكتبك كأنني أكتب لغزًا لا يريد أن يُحل، وأهيم بك كأنك حياة أخرى لم تُمنح لي بعد.
كل غيابك يذبحني، وكل حضورك يحييني. وبين الموت والولادة، أتعلم كيف أكون عاشقًا لا يشفى منك.
إن كنتِ حبًا، فأنت آخر حب. وإن كنتِ سرابًا، فأنت أجمل ما اختارته روحي، لتظل تركض نحوه بلا نهاية..