آداب وفنون
على غصن السِّدر

خاطرة / مروى العبدلي
ها هي شجرة السِّدر التي زرعتها بيديك يا أخي،
تكبر كما كبر فينا حنينك.
تحت ظلّها تمرّ النسائم كأنها تهمس باسمك،
وعليها تقف العصافير كل صباح،
تغرد بنغمةٍ تشبه صوتك حين كنت تضحك للحياة.
كم كنت تحب الطيور،
واليوم صارت شجرتك وطنها، تغدو وتروح، تروي عنك حكايات الضوء، وتترك بين الأغصان صدى حضورك الذي لا يزول.
كل غصنٍ فيها يشهد أنك ما غبت، أن الأثر يبقى حين يكون صادقًا، وأن الحبّ حين يُغرس في الأرض، يثمر حياةً بعد الغياب.
اللهم اجعلها شجرةً في الجنة كما كانت في الأرض ظلًّا من رحمة،
واجعل روح أخي في سكينةٍ لا تنتهي.