طب وصحة

هل استخدام هواتف بشاشات متشققة يسبب خطراً على صحتك؟

كريترنيوز/ متابعات /رضا أبوالعينين

 

 

أثار تحذير أطلقه طبيب فرنسي بارز جدلاً واسعاً بعدما زعم أن الشاشات المتشققة في الهواتف الذكية قد تُطلق مواد سامة تشكل خطراً على صحة المستخدمين، في وقت تؤكد فيه تقارير صناعية ودراسات علمية أن هذه الادعاءات لا تستند إلى أدلة قوية وأن المخاطر الحقيقية مرتبطة بالأضرار الميكانيكية للجهاز أكثر من أي مواد كيميائية.

القضية بدأت مع تصريحات الدكتور جيمي محمد، (مسؤول في مجال الصحة العامة والإعلام الطبي بفرنسا (الذي حذّر من احتمال انبعاث مادة الكادميوم من الشاشات المكسورة، وهي مادة مصنفة من منظمة الصحة العالمية كأحد العناصر المسرطنة. وأشار محمد إلى أن استمرار استخدام الهواتف المتضررة قد يعرّض أصحابها لمخاطر صحية خطيرة، وفقا لموقع sustainability-times.

الكادميوم، وهو معدن ثقيل سام، كان يُستخدم تاريخيا في بطاريات “نيكل-كادميوم” وبعض الأصباغ والطلاءات المقاومة للتآكل، إلى جانب بعض تقنيات العرض القديمة. ويُعرف بخطورته على البيئة وصحة الإنسان، حيث يؤدي تراكمه في الجسم إلى مشكلات في الكلى وضعف العظام وأضرار في الرئتين. إلا أن استخدامه بات مقيدا بشدة وفق تشريعات أوروبية مثل توجيه RoHS، الذي يحدد نسبته القصوى في المكونات الإلكترونية بـ0.01%.

من جانبها، أوضحت شركات كبرى مثل أبل وسامسونغ أن هواتفها الحديثة خالية إلى حد كبير من الكادميوم، مؤكدة التزامها الصارم بالقوانين البيئية والصحية. وتشير تقارير متخصصة إلى أن احتمال تعرض المستخدمين لمادة الكادميوم من خلال شاشة متشققة يكاد يكون معدوما، خصوصا أن الكميات المحدودة التي قد تُستخدم في بعض تقنيات العرض محمية بطبقات عازلة تمنع أي تسرب مباشر.

ويرى خبراء أن الخطر الحقيقي في الشاشات المتشققة يكمن في الجانب الميكانيكي، مثل الجروح الناتجة عن الزجاج المكسور أو ارتفاع حرارة الجهاز نتيجة تلف المكونات الداخلية. ويشيرون إلى أن التخويف من مخاطر كيميائية غير مثبتة قد يندرج ضمن ما وصفوه بـ”حملات تضليل طبي” تستهدف إثارة قلق ملايين المستخدمين دون مبرر علمي واضح.

في المقابل، ينصح المختصون بعدم تجاهل الأضرار التقنية والبيئية للهواتف الذكية. فإلى جانب المخاطر الجسدية المباشرة، قد يؤدي إهمال إصلاح الأجهزة المتضررة إلى تقليل عمرها الافتراضي وزيادة معدلات النفايات الإلكترونية، وهي مشكلة عالمية متنامية تهدد البيئة نتيجة سوء التخلص من المعادن الثقيلة والمواد الكيميائية الأخرى.

ويشدد الخبراء على ضرورة صيانة الهواتف بشكل دوري والتعامل مع النفايات الإلكترونية عبر قنوات إعادة التدوير الرسمية، بما يضمن تقليل الأضرار البيئية ويحافظ على سلامة المستخدمين.

ورغم أن التحذيرات من انبعاث الكادميوم تبدو مبالغا فيها، إلا أن النقاش الذي أثارته يسلط الضوء على أهمية التحقق من صحة المعلومات الطبية قبل انتشارها على نطاق واسع. فبينما أصبحت الهواتف الذكية جزءا لا يتجزأ من حياة البشر اليومية، يظل الاستخدام المسؤول والإدارة السليمة للمخاطر التقنية والبيئية العامل الأساسي لحماية الصحة العامة.

زر الذهاب إلى الأعلى