كويكبات الزهرة الخفية.. تهديد فضائي يقترب من الأرض!

كريترنيوز /متابعات /وائل زكير
يواجه العلماء احتمال وجود مجموعة من الكويكبات المخفية التي تدور حول الشمس بالقرب من مدار كوكب الزهرة، وهي غير مرئية للتلسكوبات الأرضية، وربما تكون قادرة على تهديد الأرض. هذه الظاهرة، أثارت قلق علماء الفلك، إذ أن هذه الأجسام قد تحمل طاقة هائلة عند أي اصطدام محتمل بكوكبنا، دون أن نتمكن من رصدها بسهولة مسبقًا.
الدراسة التي قادها عالم الفلك فاليريو كاروبا وفريقه في جامعة ولاية ساو باولو بالبرازيل، ونشرت في مجلة علم الفلك والفيزياء الفلكية، كشفت لأول مرة عن الكويكبات المدارية المشتركة مع الزهرة. هذه الأجرام الغريبة تكمل مدارها حول الشمس بنفس سرعة الزهرة، لكنها لا تدور حول الكوكب نفسه، ما يجعلها مخفية عن أعين العلماء لسنوات طويلة.
وعلى الرغم من أن هذه الكويكبات لا تشكل خطراً مباشراً على كوكب الزهرة، فإن قرب مداراتها من الأرض يجعلها مصدر قلق كبير.
المشكلة الأساسية تكمن في صعوبة رصدها من الأرض، إذ تبقى هذه الأجسام مخبأة بالقرب من ضوء الشمس الساطع، ما يخلق ما يسميه العلماء “بقعة عمياء” في السماء.
بعض هذه الكويكبات قد يصل عرضها إلى 300 متر، وهو حجم يكفي لإحداث حفرة ضخمة على سطح الأرض وإطلاق طاقة تعادل مئات الميجاتونات من المتفجرات النووية إذا ما اصطدمت بنا.
عمليات المحاكاة الطويلة المدى التي أجرها فريق كاروبا أظهرت وجود مجموعة أكبر بكثير من هذه الكويكبات ذات مدارات منخفضة الانحراف، والتي قد تتحول تدريجيًا على مدى آلاف السنين إلى مسارات تقاطع الأرض. وعلى الرغم من التطور الكبير في تقنيات الرصد الحديثة، مثل مرصد فيرا سي. روبين في تشيلي، إلا أن هذه المراصد تستطيع رصد هذه الصخور الفضائية لفترات قصيرة جدًا تتراوح بين أسبوع وأسبوعين فقط قبل أن تختفي مرة أخرى في ضوء الشمس، ما يحد من قدرة العلماء على اتخاذ إجراءات وقائية مسبقة.
أما عن أصل هذه الأجسام الغريبة، فيرجح العلماء أنها جاءت من حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري، حيث قامت جاذبية كوكب المشتري بدفعها نحو الشمس لتستقر مؤقتًا قرب مدار الزهرة. هذا الوضع لا يستمر أكثر من حوالي 12 ألف عام، بعدها قد تتحول مداراتها نحو الأرض أو تُطرد من النظام الشمسي، وفقا لـ “dailygalaxy “.
وحذر كاروبا من أن الدفاع الكوكبي لا يجب أن يقتصر على ما نراه فقط، بل يجب أن يشمل أيضًا ما لا يمكن رصده بعد. وحتى مع ظهور المراصد الفضائية المستقبلية، مثل “نيو سيرفيور” التابع لناسا ومرصد “كراون” الصيني، سيبقى هذا اللغز الكوني يشكل تهديدًا محتملاً لأرضنا.
وفي الوقت الذي يركز فيه العلماء على رصد الكويكبات الكبيرة المعروفة، يبرز هذا الاكتشاف الجديد الحاجة إلى استراتيجيات مراقبة فضائية أكثر تطورًا، تشمل البحث عن الأجسام غير المرئية التي قد تتحرك في أوقات لا يمكن فيها رصدها من الأرض. ومع تقدم التكنولوجيا الفضائية، من المتوقع أن يتمكن العلماء من رصد هذه الكويكبات المخفية مبكرًا، ما قد يوفر لنا فرصة لإيجاد حلول دفاعية قبل أن تتحول هذه الصخور إلى تهديد فعلي.