تكنولوجيا

يولد طاقة 800 صاعقة.. هل انتهى عصر توربينات الرياح أمام وحش النبضات الجديد؟

كريترنيوز /متابعات /عماد الدين إبراهيم

يقف مشروع «تيتان» كأحدث وأضخم إنجاز في عالم تكنولوجيا النبضات الكهربائية.

هذا المولد العملاق، المصمم على مبدأ مولد ماركس، لا يعد مجرد آلة، بل هو قفزة نوعية تتجاوز قدرة الدول الكبرى في توليد الطاقة، ممهداً الطريق لأبحاث طاقة الاندماج النووي المستدامة.

 

على الرغم من أن النتائج التجريبية الأولية تصف إصداراً مصغراً من «تيتان» (ست مراحل) يوفر طاقة قصوى تبلغ 330 جيجاوات، فإن التوقعات تشير إلى أن المولد الكامل المكون من 14 مرحلة سيصل إلى ناتج هائل يبلغ تيراواط واحد من ذروة الطاقة.

في أبريل 2024 كانت القدرة الإجمالية لتوليد طاقة الرياح في الولايات المتحدة بأكملها تبلغ 150.1 جيجاوات فقط.

 

ينتج أكبر توربين رياح منتشر حالياً 15 ميجاوات، أي أن «تيتان» الكامل سيولد طاقة تزيد بحوالي 66 ألف مرة عن أكبر توربينات الرياح في العالم، ولو لضربة واحدة.

 

تحفة هندسية

خلافاً لبساطة فكرة مولد ماركس الأساسية، فإن مولد «تيتان IMG» هو تعقيد هندسي مذهل. لإنتاج نبضات كهربائية بهذه الشدة، كان لا بد من بناء آلة تتحدى القوانين الهندسية المألوفة، إن نتيجة كل هذه التكنولوجيا هي مولد متطور يمكنه – بضربة واحدة – توصيل طاقة تعادل ما يزيد على 800 صاعقة تنطلق في وقت واحد.

 

الهدف من بناء هذه الآلة الجبارة لا يقتصر على تسجيل الأرقام القياسية في توليد الطاقة. فشركة «فيوز» المطورة لهذا المشروع تأمل أن يكون «تيتان» هو الأداة الأساسية لدعم أبحاث طاقة الاندماج النووي في المستقبل.

 

تعتبر نبضات الطاقة القوية والمكثفة ضرورية لمحاكاة الظروف القاسية اللازمة لبدء تفاعلات الاندماج، وهي العملية التي تعد بتحرير كميات هائلة من الطاقة النظيفة والمستدامة.

 

في النهاية يمثل «تيتان» ليس فقط قفزة في الهندسة الكهربائية، بل وعداً بالوصول إلى مصدر طاقة يغير قواعد اللعبة على كوكب الأرض.

زر الذهاب إلى الأعلى