فرزة باصات ميفع.. صراع البقاء للأفضل..
تقرير / ٲحمد باعساس
تعتبر المواصلات نعمة عظيمه، ساعدت الناس في تقارب المسافات بينهم، ووفرت الوقت والجهد والمال، فقد كان الناس قديما يقطعون المسافات على ظهور الجمال ويمضون ليال وايام يسيرون للوصول لأماكن معينة، قضاء لحاجاتهم، وفي ظل التطور الكبير الذي شهده العالم، في مجال الميكانيكا والالآت وظهور السيارات والدراجات، ساهمت بشكل فعال، في تخفيف العبئ على الناس، وسهلت الوصول للمناطق البعيدة ، وفي المكلا محافظة حضرموت تقف فرزة باصات ميفع كهمزة وصل تربط المكلا بمنطقة ميفع، وقد اعتادوا الأهالي عليها كنقطة انطلاق من والى منطقتهم كونها تمثل لهم مكانة تاريخية، وحلقة الوصل بين مدينة المكلا ومنطقتهم ومكان للتعارف بين السائقين والركاب، ونشٲت بينهم علاقة تاريخية حميمة’ مؤخرا برز للواجهة صراع خفي بين سائقي باصات الأجرة والتكاسي في احقية البقاء نظرا لتزايد وسائل النقل والانفجار السكاني.
” معاناة سائقي التكاسي”
يقول ٲحد سائقي التكاسي :” لقد عانينا كثيرا وتعبنا، فمن الصعب علينا ان ننضم للفرزة ونننتظر مع الباصات ليال في المكلا وندفع قيمة الكوشن 3000 ريال، هناك فارق كبير بين الباص والتاكسي، فالتاكسي يعمل على البترول ، وهو غال جدا، كما انه يستهلك بسرعة، بعكس اصحاب الباصات، الذين تعلم باصاتهم بمادة الديزل ولايكلفهم استهلاك كثير واسعاره مدعومة’ اضف ٳلى ذلك عدد الركاب في الباص 14راكب بينما في التاكسي 8ركاب، ايضا بالاضافة لما يستطيع الباص تحمله من حمل وبضائع فوق السلة اكثر بكثير مما يتحمله التاكسي، فنحن سنخسر كثيرا اذا انضممنا لاصحاب الباصات’ حيث سندفع قيمة الكوشن وعدد الركاب قليل، فما الفائدة ، خصوصا ان سعر البترول باهظ فالأمر صعب للغاية”
“مزايا وعيوب”
تتميز الباصات في فرزة ميفع بعيوب كثيرة ولا يسلم منها الا من كان مهتما بباصه او كان جديدا ومنها وذلك
لعدم وجود الصيانة لدى سائقي بعض الباصات ، وكثرة انتظار الركاب لامتلاء الباص، ارتداد المطبات في الركاب عند مرورهم بها، والشعور بها بقوة، بعض الباصات قديمة وتحتاج لصيانة، لايوجد تكييف في الباصات او لنقل اغلبها، اما بالنسبة لاصحاب التكاسي فلهم ميزات كثيرة منها:- ان اغلب التكاسي جديدة ومريحة ، توفر التكييف فيها ، عدم الشعور بالمطبات وهدوء التاكسي اثناء المشيء، سرعة امتلائها ممايقلل من وقت انتظار الركاب مقارنة باصحاب الباصات.
“من سائق باص ٳلى سائق تاكسي”
في ظل النزاع الذي يدور لازال هناك الكثير من التساؤلات التي تطرح ومنها :- هل سيفوز صاحب التاكسي ام الباص، في ظل هذه الاوضاع، تحول بعض سائقي الباصات ٳلى سائقي تكاسي اجرة، وقال احد سائقي الباصات في حديثة :” عندما كنت اعمل سائقا للباص، كنت انتظر اياما وليال عندما تكون الحركة ضعيفة ، وكان الركاب يتجهون لسائقي التكاسي لكثرة امتلائها، واحيانا كنت اترك باصي في الفرزه واذهب معهم للبلاد لقلة الراكبين، وتفضيلهم للتكاسي على الباصات، كم كنت اشعر بالقهر عندما كان الركاب يذهبون علي ويركبون مع صاحب التاكسي ، فعلمت حينها ان لا حلول لهذه المشكلة ٳلا ان امتلك تاكسي وأعمل عليه.
” آرى وانطباعات”
يقول ٲحد سائقي الباصات:” اننا احيانا نمضي اياما ولانجد ركابا، واحيانا يٲخذ سائقي التكاسي الركاب علينا، فيتوقف عملنا وخاصة، عندما يكون هناك ضعف في الحركة واقبال على الفرزة فيذهب الركاب مع اصحاب التكاسي ، الامر الذي جعلنا نخسر عملنا ونتوقف لاياما بدون عمل ، فكيف سنجد قوت يومنا وهناك من يعيق عملنا؟
من جهة اخرى يقول سائق التاكسي، انني اعمل لاكسب عيشي ، وان الناس لايٲتون للتكاسي ٳلا لاسباب معين، واهمها سرعة امتلائه وسرعة وصوله للمنطقة ، وان كان العمل اصبح ضعيفا في الفرزة فلماذا لايتحول اصحاب الباصات للتكاسي، او يتركوننا نكسب عيشنا، بينما يقول اصحاب الباصات ان تواجد اصحاب التكاسي وخاصة العمل وحدهم أحدث فوضاء وعشوائية في العمل، وتسبب في تدهور مكانة الباصات وتوقف عملهم، بينما يرى آخرون ٲن الوقت الآن وقت التغيير من الباصات ٳلى تكاسي ، واختلفت الكثير من الاراء ووجهات النظر حول هذه النقطة، فمنهم من يؤيد للباصات، ومنهم مؤيد للتكاسي.
فهل سيخدم هذا التغيير الفرزة؟
وهل سيوافقون على التغيير ام سيتم دمجهم ؟