تقارير وحوارات

فيما يجاهر بعض اليمنيين بدعوات الردة الإلحاد .. “فتوى 94م” هل لازالت سارية المفعول ضد شعب الجنوب؟

كريترنيوز / تقرير

أعلن الناشط اليمني علي البخيتي (إلحاده وكفره)، خرج عن الملة الإسلامية تماماً، صرح بذلك جهارا نهارا من على بعض القنوات الفضائية، ومن حساباته على تويتر وفيس بوك، دخل في مناظرات وسجالات مع شيوخ إسلاميين بموقع يوتيوب لتسويق فكرته الشيطانية، ولايزال مستمرا في تصدير ونشر أفكاره المعادية للدين الإسلامي، أتهم الإسلام بالإرهاب واستدل على ذلك ببعض الأحداث التي وقعت في الماضي بين المسلمين ويهود (بني قريضة)، كما شكك في نبوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وقال عن الآيات القرانية إنها خرافات جاءت من وحي الأساطير وأنه لايؤمن ولا يعترف بالقرآن ولايعترف بالأديان السماوية جميعها، ولايعترف بوجود الله سبحانه تعالى وأن الموجودات أتت بالصدفة عبر عملية فيزيائية حد وصفه. مطالبا الدول العربية والإسلامية تبني فكرة الليبرالية العلمانية. الشيء العجيب أن البخيتي منذ سنوات وهو على هذا الحال مستمراً في الجدال والسجال محاولاً استدراج الشباب لاعتناق فكره الإلحادي، ولم تصدر أي فتوى من علماء اليمن ضده.

وقال ناشطون جنوبيون لو أن البخيتي (جنوبي) لقامت دنيا علماء اليمن (شيعة وسُّنة) ولن تقعد إلا بإصدار فتوى تحلل دمه ودم أهله وقبيلته .. إلخ ، متسائلين هل للفتوى الإسلامية (اليمنية) مقاييس محددة يتم تفصيلها وإصدارها عند الحاجة، تطبق بطريقة انتقائية على ناس وتغفل عن آخرين؟ مستنكرين سكوت علماء اليمن المخزي أمام سلوك وتصرفات البخيتي.

أين علماء صنعاء (السُّنة) من تكفير الحوثي لصحابة رسول الله؟

تساءل ناشطون جنوبيون عن سر اختفاء علماء الدين اليمنيين (السُّنة) ممن أصدروا فتوى تكفيرية ضد الجنوبيين في العام 94م، أين هم من تكفير الحوثي لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم (أبوبكر وعمر وعثمان) رضوان الله عليهم أجمعين، وازدرائه على أم المؤمنين عائشة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم. إلى جانب تحريف المناهج التعليمية والدينية وأدلجتها بما يتواءم مع النهج الفارسي وسلخ اليمن عن الجسد العربي، لماذا ساكتون؟ أم أنهم راضون؟ لماذا لايخافون في الله لومة لائم؟ أم أنهم باعوا الدين لأجل الدنيا، لأجل الاستمرار في نهب ثروات الجنوب؟ سيما إصدارهم فتوى جديدة ضد أبناء جلدتهم قد تؤدي إلى إلغاء فتوى العام 1994م ، وهذا الذي لا يرغبون في حدوثه. إذاً كيف سيكون الحال لو ارتمى الجنوبيون في حضن إيران وأعلنوا التُشّيع؟

فتوى 94م هدفها فصل الجنوبيين عن أرض الجنوب :

يرى مختصون أن الفتوى اليمنية التي صدرت في العام 1994م كفرت الجنوبيين وأخرجتهم عن ملة الإسلام، بررت الحرب الظالمة التي شنها نظام صنعاء على الجنوب. بررت قتل الجنوبيين والاستيلاء على أرضهم وتقاسم ثرواتهم، وكان الهدف منها فصل الجنوبيين عن أرض الجنوب تمهيدا لتهجيرهم بذريعة أن الأرض جنوبية وأن من عليها مجرد (كفار) بقايا هنود وصومال ومن المتعاونين مع المحتل البريطاني حد زعمهم. مؤكدين أن الفتوى لاتزال قائمة منذ ذاك الوقت حتى اللحظة، ولاتزال التنظيمات الإرهابية القاعدة وداعش ومليشيات الحوثي والذئاب المنفردة تستمد منها شرعية قتل الجنوبيين. لافتين إلى أن قرار الجنوبيين فك الارتباط عن اليمن كان خيارا صائبا له مبررات منطقية موضوعية وذاتية أهمها حقن دماء الطرفين. وأن على الإقليم والعالم احترام خيار الجنوبيين لا مساندة المحتل اليمني وتشجيعه على الاستمرار في احتلال الجنوب.

الأعمال الإرهابية ضد الجنوبيين لن تتوقف في ظل بقاء فتوى 94م :

إلى ذلك قال المفكر السياسي الجنوبي الدكتور محمد حيدرة مسدوس في سلسلة إصلاح العقول يساوي الحلوي في (موضوعات رقم ١٨١ للتنوير) كانت آخر جملة من موضوعات التنوير رقم (١٨٠) تقول : إن خصوم الجنوب قد يكونون وراء العمل الانتحاري الأخير. (الذي استهدف تجمعا للجنود بمنطقة الفريض بمديرية مودية محافظة أبين) وفي هذه الموضوعات، نقول ؛

١/ إن الأعمال الإرهابية في الجنوب لن تتوقف طالما والفتوى الدينية التي بررت حرب ١٩٩٤م باقية ٠ ولهذا فإنه من الضروري بأن تكون هذه القضية نقطة رئيسية من نقاط الحوار٠

٢/ إن هذه الفتوى كفّرت أبناء الجنوب وأباحت دماءهم ٠ وبالتالي لابد من إلغائها، لأن بقاءها يهدد أمن أبناء الجنوب عبر مايسمونه بالجهاد الذاتي، وهذا يعني القيام بالقتل دون إذن القيادة٠

٣/ إنهم يجيزون ذلك استنادا إلى قاعدة فقهية لديهم توجب الجهاد الفردي لتنفيذ الفتوى عندما تتخلى القيادة عن التنفيذ. وهذا ما أكده قاتل جارالله عمر في قاعة المحكمة أمام الجميع٠

٤/ إن هذه الأعمال الشريرة دخيلة على الدين الإسلامي، لأنه الدين الوحيد المنسوب للسلام ٠ فالدين اليهودي منسوب لشخص اسمه (يهودى)، والدين المسيحي منسوب للمسيح (عيسى)، بينما الإسلام نسبة (للسلام)٠

٥/ إن كلمة الإسلام مشتق من كلمة (السلام)، وهذا يعني بأن ما هو خارج (السلام) هو خارج الإسلام ٠ ولهذا وبحكم أن الإسلام السياسي خارج السلام فإنه لايعقل بأن يكون من الإسلام٠

٦/ إننا لو تأملنا في المنطلق الذي ينطلق منه الإسلام السياسي نجده (صراع) الشعوب مع بعضها وليس مع الطبيعة ٠ وبالتالي كيف يمكن أن يكون ذلك من الإسلام؟٠

٧/ إن صراع الشعوب مع بعضها ليس من صنع الله، وإنما هو من صنع الإنسان ٠ فالله خلق الصراع بين الإنسان والطبيعة، لأنه بدون صراع الإنسان مع الطبيعة لايستطيع أن يعيش٠

٨/ إن الشعوب التي انشغلت بالصراع مع الطبيعة اكتشفت أسرار الطبيعة وتطورت ، والشعوب التي انشغلت بالصراع مع بعضها تخلفت وأصبحت تابعة للشعوب المتطورة في لقمة عيشها٠

٩/ إن الإسلام السياسي قائم على (صراع) الشعوب مع بعضها وليس مع الطبيعة ٠ وهذا لايوجد له تفسير غير أنه يجعل هذه الشعوب متخلفة وتابعة للشعوب المتطورة٠

١٠/ إن المستفيد من ذلك هي الشعوب المتطورة، لأن تخلف الشعوب المتخلفة يجعلها أسيرة بيد الشعوب المتطورة وتحت رحمتها٠ (١٠ / ٩ / ٢٠٢٤م).

ختامًا ..

لقد أصبح الدين الإسلامي مجرد عصا بيد ساسة اليمن يضربون به خصومهم السياسيين خصوصًا الجنوبيين، ويغضون الطرف عن أبناء جلدتهم ممن أعلنوا الإلحاد والكفر جهاراً نهاراً، فتاوى ملغمة موجهة وسرقة حقوق الغير باسم الإسلام والإسلام منها براء.

زر الذهاب إلى الأعلى