الدهشلي يكتب : الحقيقة 23

تناولنا في الحقيقة (22)مواقف القيادات والنخب السياسية اليمنية تجاه وطنها وشعبها في أحلك الظروف والأزمات الصعبة.
وسنتناول في هذه الحقيقة مواقف القيادات والنخب السياسية الجنوبية تجاه وطنها وشعبها.
حيث لا يختلف اثنان من أبناء شعب الجنوب على أن القيادات والنخب السياسية الجنوبية هي سبب كل المصائب، والمحن والنكبات التي حلّت بالجنوب وشعبه على مدى جميع مراحله منذ الاستقلال وحتى اللحظة، نتيجة الصراعات والخلافات السياسية المصطنعة، والناتجة عن غياب الوعي الوطني والمسؤولية الوطنية، والتي اوصلتنا إلى باب اليمن مشتتين، وضعيفين في الوقت الذي كان بإمكانهم استغلال دخول الوحدة فرصة للمصالحة الوطنية الجنوبية الشاملة ويدخل جميع الجنوبيين موحدين وبقوة، لكن للأسف جمود هذه العقليات حال دون ذلك، ليستمر خلافهم والذي جناه شعب الجنوب بحرب ٩٤ ودفع ثمنه غالي، بينما القيادات السياسية تطايرت ،وتركوا شعبهم يعاني تحت هيمنة احتلال همجي متخلف،مارس بحقه كل صنوف الظلم والاضطهاد، طال الجميع بما فيهم من وقفوا بصفه(الاحتلال) في الحرب ونصروه، وهو ما دفع ببعض الشخصيات الجنوبية إلى تبني مشروع التصالح والتسامح الجنوبي، والذي اعتبرناه بداية مرحلة جديدة لشعب الجنوب، والذي تم فيه نسب جميع مآسي وإحداث الماضي للدخلاء، ؤ تبرئة القيادات الجنوبية منها، لتهيئة مناخ ملائم يساعدهم على تجاوز صراعات الماضي وإعادة الثقة بينهم تفضي إلى فتح صفحة جديدة وعهد جديد يستطيعون من خلاله، توحيد الجهود والطاقات، بعقليات وطنية منفتحة، ونوايا صادقة، لإعادة اللحمة الوطنية الجنوبية،التي اصابوها بطيشهم ونزواتهم، وأفكارهم الضيقة ومشاريعهم الصغيرة بمقتل، وإعادة الاعتبار لشعبهم ووطنهم، من خلال إصلاح كافة الأختلالات والاعتراف باخطائهم، وتقديم اعتذار لشعبهم، ليكونوا رعاة وموجهين له لاجتياز الصعوبات والعراقيل والوصول به إلى بر الأمان متوج باستعادة دولته على كامل ترابها الوطني.
فكان شعب الجنوب السباق في تطبيق مشروع التصالح والتسامح قولاً وفعلاً وجسد ذلك بعدة مليونيات،لكن للأسف القيادات التي هي معنية بذلك، لم تطبقه، وظلت تنشر سموم التفرقة وخلق الخلافات، طيلة المرحلة السلمية، وظل الخلاف سائد بين القيادات، بينما الشعب موحد، حتى فُرضت عليه الحرب، والتي دخلها بدون قيادة سياسية ولا عسكرية موحدة، ودفع شعب الجنوب ثمن ذلك غالياً.
وها نحن اليوم في مرحلة أخرى مصيرية وأكثر صعوبة وتحدي، وفي الوقت الذي يتطلب فيه وبشكل حتمي موقف موحد وجهود موحدة، من جميع القيادات والنخب السياسية الجنوبية دون استثناء، تظهر لنا نفس العقليات، ونفس المرض، فمنهم من ذهب لخلق تكتلات، وتحالفات، تعمل ضد بعضها،وآخرون يخلقون تعقيدات وعقبات في طريق التوافق والإجماع الوطني الجنوبي، اي قيادات هذه التي تسعى لتمزيق الممزق وتدمير المدمر، ونكء الجراح المندملة، وإثارة الفتنة والصراعات، وفي وضع كهذا الذي يمر به الجنوب وشعبه وقضيته الوطنية العادلة؟!.
اين هي من وطنية القيادات والنخب السياسية اليمنية؟!.
فهل استوعب الشعب ماذا تريد هذه القيادات، وإلى أين ذاهبة ؟!.
وعلى شعب الجنوب إذا ما أراد الانتصار لوطنه وقضيته ولنفسه أن يعي ذلك جيداً، ويستفيد من كل الدروس السابقة، ويتعامل مع هذه القيادات بكل حزم ويوقفها عند حدها، ويخرج بمظاهرات في جميع مدن الجنوب ليؤكد لحمته الوطنية للجميع لاسيما القيادات التي تتاجر بقضيته وبدمائه وبمعاناته، ويعلن رفضه لها ولمشاريعها الرخيصة.
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد
كتب/
عبدالحكيم الدهشلي