مقالات وآراء

الدهشلي يكتب: الحوار الوطني الجنوبي الطريق السليم والأقصر لبلوغ شعبنا لهدفه

يعلم شعب الجنوب جيداً بأن سبب نكباته ومآسيه على مدى جميع مراحله منذ الاستقلال ٦٧ وحتى اليوم هي القيادات الجنوبية، وليس احد منهم بريء، وما قاله العطاس اعتقد جازماً بأن أكثر من ٩٠٪ من الناشطين الذين استهجنوه، لا يعلمون بتلك الحقائق، وأن سمعنا عنها ممن عاشوا تلك المراحل ، لكن ما كان يدور في أروقة المكتب السياسي لا أحد يعرفه.
الغضب الحاصل بحجة إثارة الماضي ، ليس مبرر لأننا لازلنا نعيش تأثيراته على الواقع، وآثارتها أراه شخصياً أمر جيد لعل وعسى أن يستفيق كافة المعنيين من القيادات الجنوبية بشكل عام والقيادات السابقة بشكل خاص، لاسيما التي كانت ولازالت تقف حجر عثرة أمام استقلال وطنها وتطلعات شعبها،من جهة ومن جهة أخرى ليستوعب أنصارهم الجدد الذين لم يعيشوا تلك المراحل، وتمت تعبئتهم بمفاهيم خاطئة ومجافية للحقيقة.
اليوم أمامنا كشعب جنوبي بشكل عام، والقيادات الجنوبية بشكل خاص حدث استثنائي هام وهو الحوار الوطني الجنوبي، والذي ينبغي دعمه وانجاحه، حتى نقطع الطريق على كافة المشاريع الصغيرة والحلول الترقيعية، ونقضي على آمال الأعداء والمتربصين بالجنوب وشعبه وقضيته الوطنية العادلة، المرهونة باستمرار الخلافات والانقسامات الجنوبية، والتي تعد ورقتهم الأخيرة للبقاء على أرضنا لأطول وقت ممكن.
لكن للأسف ازعجنا استباق بعض القيادات الجنوبية بمقاطعة المشاركة في الحوار والتشكيك بالجهود المبذولة والتقليل منها، دون يعلمون ماهو اصلاً مطروح  للنقاش، ولا يعلمون عن آلية ومرتكزات الحوار،ولا على ميثاق الشرف الوطني الذي يدار وفقه الحوار، ويحتكم له الجميع، وقبل أن يطرحون رؤاهم وملاحظاتهم،والتي يمكن أن تكون إضافة جيدة لانجاح الحوار،وتخدم الجنوب وقضيته.
مع اننا ندرك عميق الإدراك بأن العديد من هؤلاء متسلقين وباحثين عن سلطة ومراكز نفوذ باسم الحرص والوطنية، لكون هناك مكونات شكلية مقتصرة على رؤسائها فقط ليس لها قاعدة شعبية،ولا أنشطة وطنية، وغير مسموع بها أساساً.
اما ما يخص ممثلي المكونات الوطنية الثورية ذات الثقل والقاعدة الشعبية، فحال وجود نقاط خلاف، ارى أن تعود للقواعد للفصل بها، لأن تجربة فشل توافقات المرحلة السلمية كانت كافية، لناخذ منها عبر، حتى لا نظل بنفس المربع.
هذا ونسأل الله التوفيق والصلاح للبلاد والعباد ويجنبنا الفتن والمحن ما ظهر منها وما بطن.

كتب/
عبدالحكيم الدهشلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى