آداب وفنون

رحلة سامي إلى أرض الفيتامينات

قصة وتأليف: عيشة صالح محمد

أصبح سامي يشعر بالتعب من أقل مجهود، ولم يعد قادرًا على اللعب مع أصدقائه كما كان من قبل. في إحدى الليالي، بينما كان سامي في غرفته يحدق في علب الشوكولاته والحلويات من حوله، ظهرت فجأة بقعة ضوء صغيرة تتحرك في الغرفة.

اقترب الضوء حتى تكوّن كائن غريب الشكل يشبه تفاحة خضراء ترتدي نظارات ومعها عصا طويلة. قال الكائن بصوت ودود:
“مرحبًا يا سامي! أنا فيتامينو! سمعت أنك بحاجة إلى مساعدة”.

نظر سامي إليه بدهشة وسأل:
“مساعدة؟ في ماذا؟”.

ابتسم فيتامينو وأشار إلى باب مضيء ظهر فجأة في الحائط، وقال:
“سنذهب معًا إلى أرض الفيتامينات. هناك ستكتشف سر النشاط والقوة”.
تردد سامي قليلاً، لكنه شعر بالفضول وقرر الدخول. عندما عبر الباب وجد نفسه في عالم مدهش مليء بالألوان الزاهية والأشجار المليئة بالأطعمة المختلفة.

في بداية رحلته، قابل سامي كائنًا قويًا يحمل حقيبة مليئة بالبيض واللحوم والبقوليات. كان يشبه رياضيًا ضخمًا ويرتدي ملابس بيضاء. قال بصوت واثق:
“أنا السيد بروتين! وظيفتي أن أبني عضلاتك وأجعلك قويًا”.
سأل سامي بحماس:
“هل هذا يعني أنني سأصبح أقوى إذا أكلت البيض واللحوم والبقوليات؟”.

ضحك السيد بروتين وأجاب:
“بالطبع! لكن تذكّر دائمًا أن تأكلها بكمية مناسبة، لا كثيرًا ولا قليلًا”.

تابع سامي طريقه حتى وصل إلى شجرة مليئة بالبرتقال اللامع. تحت الشجرة، كانت تجلس شخصية أنيقة ترتدي عباءة برتقالية لامعة، عرّفت نفسها قائلة:
“أنا الآنسة فيتامين سي! أنا أحميك من الأمراض، وأساعدك لتبدو دائمًا بصحة جيدة”.

مدت يدها ببرتقالة وقالت:
“كل واحدة من هذه، ستمنحك قوة لمواجهة البرد والمرض”.

شكرها سامي وأخذ البرتقالة بسعادة.

بينما كان سامي يمشي، قابل شخصية ضخمة بدت مثل صخرة بيضاء ملساء، وكانت تحمل كوبًا من الحليب. قال الكائن بصوت عميق:
“أنا السيد كالسيوم! أعتني بعظامك وأسنانك لتصبح قوية مثل الصخور”.
وقدم لسامي كوب الحليب وقال له:
“اشرب هذا وستشعر بالفرق في عظامك وأسنانك”.

واصل سامي رحلته، حتى ظهر فجأة كائن صغير لامع يرتدي ملابس براقة. اقترب منه بابتسامة وقال:
“مرحبًا يا سامي! أنا السكر الأبيض. لماذا تهتم بكل هذه الأطعمة المملة؟ أنا أسرع طريقة للسعادة”.
تردد سامي للحظة، لكنه تذكر كلام السيد بروتين والآنسة فيتامين سي. سأل السكر الأبيض بحذر: “لكن هل ستمنحني القوة والنشاط؟”.

تلعثم السكر الأبيض ثم قال:
“أنا… أستطيع أن أعطيك طاقة مؤقتة”.

في تلك اللحظة، ظهر فيتامينو وقال بحزم:
“احذر يا سامي! السكر الأبيض قد يبدو لطيفًا، لكنه يخدعك، ومع الوقت يجعلك أضعف”.

أدرك سامي الخطر وقرر الابتعاد عن السكر الأبيض ومواصلة رحلته.

عند نهاية الرحلة، وقف سامي أمام بوابة العودة. قال له فيتامينو:
“الآن عرفتَ سر النشاط والقوة. القرار بيدك، هل ستختار الأطعمة الصحية أم ستعود إلى عاداتك القديمة؟”.

عاد سامي إلى غرفته، لكنه كان شخصًا مختلفًا. بدأ يومه التالي بفطور صحي مليء بالخضروات والفاكهة، وقرر أن يشارك أصدقاءه كل ما تعلمه عن الغذاء الصحي وأهميته.

زر الذهاب إلى الأعلى