الجنوب العربيالرئيسيةتقارير وحوارات

شخصيات جنوبية ذات كاريزما : الرئيسان سالمين والزُبيدي الأقرب إلى قلوب أبناء الجنوب.

كريترنيوز/ تقرير

دولة الجنوب مرَّت بمراحل ومنعطفات عديدة نضالية تحرُّرية، ثم تنموية معاصرة ووصلت إلى درجات عالية مرموقة بجميع مناحي الحياة، ولكنها ما لبثت أن تعرضت لانتكاسة هي الأسوأ في تاريخها المعاصر بين عامي 1990م إلى 1994م إبان فترة إعلان وفشل الوحدة المشؤومة مع الجمهورية العربية اليمنية، ومنذ ذلك التاريخ حتى اللحظة والجنوب لايزال يلتهب ويعاني ويتألم ولا أحد يعلم إلى متى تستمر معاناته وألمه.

• رموز جنوبية كارزمية ملهمة :

إن دولة الجنوب حظيت برموز وشخصيات نضالية كاريزمية ملهمة لمع نجمها من وسط الشارع الجنوبي ومن قلب معاناته ومن صلب قضيته المشروعة وظلّت مرتبطة بواقعه وبنبضه أكثر من ارتباطها بالمنصب أو الجاه أو بالآيديولوجيات المستوردة، وكانت ملاصقة للطبقات البروليتارية الكادحة وقريبة جداً إلى قلوب الفقراء ووضعت هموم ومعاناة الشعب نصب عينيها وحملت قضيته على كاهلها بكل صدق وأمانة وإخلاص، وجسّدت أقوالها إلى أفعال ملموسة على الأرض ونالت إعجاب ومحبة شعب الجنوب قاطبة وبادلها شعب الجنوب الحب بالحب، والوفاء بالوفاء، وحظيت تلك الرموز المُلهمة بقاعدة جماهيرية كبيرة وصنعت لها بصمة حب ومكانة رائعة في القلوب من تلك الرموز.

• الرئيسان سالم ربيع علي (سالمين) والرئيس الزُبيدي :

بحسب محللين ومعاصرين أشاروا إلى أن الرَجليْن حظيا بتاريخ ومسيرة نضالية وثورية وإصلاحية وتنموية رائعة مثيرة للإعجاب ارتبطت ارتباطاً مباشراً بطموحات وتطلُّعات شعب الجنوب، وكانت جميع تحركاتهما إيجابية تسير في دائرة من وإلى الشعب، وعلى أيديهما تحققت إنجازات ومكاسب كبيرة للجنوب أرضاً وإنسانا لاينكرها غير جاحد.

• رجلا دولة يحملان مشروع دولة يطمح إليها شعب الجنوب :

يعتبر الرئيسان سالمين والزُبيدي من رجال الجنوب يحملان مشروع الدولة التي يطمح إليها شعب الجنوب غير مباليين بالآيديولوجيات والاستقطاب الإقليميّ والدولي، وكانت مصلحة شعب الجنوب وتلاحمه ووحدة صفِّه فوق كل الاعتبارات، حيث أن العديد من أوجه الشبه تجمع بين الرجلين ابن محافظة (أبين) سالمين وابن محافظة (الضالع) الزُبيدي، حيث يتصفا بالصدق والأمانة والإخلاص والتواضع وملاصقة الشعب وتلمُّس همومه مباشرة، مع عدم الالتفات أو التجاوب مع أي مؤثرات سلبية داخلية أو خارجية تؤثر على علاقتهم به أو تحرف المسار، بالإضافة إلى سعيهما الدؤوب إلى لم الشمل ونبذ المناطقية أو الجهوية أو التعصُّب القبلي أو الطبقي، وكانت بصمتهما الرائعة واضحة تتوارثها الأجيال، وهما رجلان رائعان سكنا القلوب وحظيا بقبول واحترام وتقدير دبلوماسي وشخصي كبير في الداخل والخارج، وكانت سياستهما الخارجية تسير صوب تقوية العلاقة مع الأشقاء العرب خصوصاً الإمارات والسعودية.
حيث أن أحد الأسباب التي أدّت إلى إعدام الرئيس سالمين من قبل الوافدين اليمنيين (عبد الفتاح والشرجبي) هي بسبب توجُّهه العربي والخليجي المغاير للتوجه الاشتراكي المعادي للعرب الذي تبنَّاه الوافد اليمني عبد الفتاح إسماعيل.

حيث الرئيس سالم ربيع علي سياسي جنوبي مخضرم يتصف بالتواضع والمرونة والحنكة السياسية والنظرة الثاقبة بعيدة المدى خدوماً للمواطن سعى بكل ما أوتي من قوة لتحقيق طموحات شعبه، وُلِد في العام 1935 في محافظة أبين ينحدر من أسرة فقيرة تمتهن صيد السمك تنتمي لقبيلة آل فضل، تلقَّى تعليمه في عدن وعمل مدرِّساً ثم مارس مهنة المحاماة، انضم في أواخر الخمسينيات إلى منظمة الشباب القومي، وشارك في قيادة ونشاط الجبهة القومية لتحرير الجنوب العربي المحتل، كما شارك في العديد من الجبهات المسلَّحة ضد المستعمر البريطاني، ثم أصبح عضواً في القيادة العامة للجبهة القومية ونتيجة تفوُّقه على أقرانه وتواضعه وذكائه ونشاطه وإخلاصه وشجاعته، تم انتخابه في العام 1969م رئيساً للمجلس الرئاسي وأصبح (رئيساً لجمهورية الجنوب العربي) حتى العام 1978م، في عهده تم تأسيس وبناء جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وشُيِّدت المدارس والمصانع وقنوات الري ومُدّت طرقات الاسفلت والجسور، وتم ربط العاصمة عدن بجميع محافظات الجنوب وصولاً إلى محافظة حضرموت وماتلاها وأقيمت في عهده دولة نظام وقانون مبنية على العدل والمؤسسات والأمن والاستقرار والسكينة العامة، وتوحَّدت في ظله جميع الفصائل للعمل لصالح الجنوب أرضاً وإنساناً، وكان الرئيس سالمين لايميل إلى التكلُّف أو إلى البروتوكولات الدبلوماسية.

معاصرون أشاروا إلى ان سالمين كان رجلاً عادياً متواضعاً بسيطاً كسر جميع الحواجز التي تفصله عن شعبه، وكان يحتك بالمواطن البسيط ويتقرَّب إليه ويتلمّس همومه ويسعى إلى حلّها دون تردُّد أو مماطلة ولقد ترك أثراً جميلاً رائعاً في قلب كل من عرفه، وتحقق للجنوبيين في عهده طموحات كانت أشبه بالمستحيلة وأثبت أنه رجل دولة بامتياز.

• الرئيس عيدروس الزُبيدي :

هو سياسي جنوبي مخضرم جمع بين حُسن الأخلاق والتواضع والمرونه والحنكة العسكرية والسياسية وسعة ورحابة الصدر، وُلد في منطقة زُبيد بمحافظة الضالع في العام 1967م، التحق بكلية القوى الجوية وتخرَّج منها في العام 1988م برتبة ملازم ثان، وتم تعيينه ضابطا في الدفاع الجوي ونتيجة ذكائه وتفوُّقه على أقرانه وانضباطه ونشاطه ودماثة أخلاقه تدرَّج في عدة مناصب عسكرية عليا، وكان في مقدمة المدافعين عن الجنوب وعن العاصمة عدن في حرب 1994 م ضمن المرابطين في جبهة دوفس بمحافظة أبين، عاد إلى عدن عقب لجوء دام عامين في جيبوتي وأسس حركة أسماها حتم في العام 1996 م اختصار (حق تقرير المصير) ومارست نشاطها في السر، وبسببها تم محاكمته عسكرياً وحُكم عليه بالإعدام غيابياً في العام 1997م، ولكن في العام 2011 م عاودت حركته نشاطها المسلَّح ضد القوات اليمنية من مدينة الضالع وضواحيها، حيث درَّب وجنَّد عدداً كبيراً من شباب الجنوب وخاض هو ومقاتلوه معارك شرسة ملحمية ضد القوات اليمنية الغازية والمرابطة في الضالع وما حواليها، وفي العام 2015م خاض ومقاتلوه معارك طاحنة ضد قوات عفاش والحوثي التي حاولت اقتحام الضالع ونجح في صد الهجوم وتكبيد القوات الغازية خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، كما تمكَّن من استعادة معسكر لبوزة حيت تم اقتحام واستعادة قاعدة العند الجوية وصولاً إلى العاصمة عدن بدعم وإسناد من قوات التحالف العربي الجوية والبرية، وفي 7 ديسمبر 2015م أصدر الرئيس هادي قراراً جمهورياً بتعيينه محافظاً للعاصمة عدن وكانت حينها المدينة غارقة في الفوضى والاغتيالات السياسية والعصابات المسلَّحة، حيث بذل جهوداً وخاطر بنفسه وإلى جانبه مدير أمن عدن شلال علي شائع في مواجهة تلك الفوضى المسلَّحة ونجح في تحرير مديريات العاصمةعدن من قبضة الجماعات الإرهابية المسلحة والقضاء على ظاهرة القتل والاغتيالات التي كانت متفشية بشكل مرعب فيها، كما تمكَّن من إعادة تطبيع الحياة وإعادة بعض الخدمات التي تعرَّضت لتدمير شبه كلي ووضع حدٍّ لأخطبوط الفساد وتمكَّن من استعادة عدة أصول ومنشآت حيوية تابعة لدولة الجنوب كان قد استولى عليها نافذون يمنيون مقرّبون من الهالك عفاش قبل عقود باسم الخصخصة، وفي مطلع العام 2017م أسس المجلس الانتقالي الجنوبي وبرَق نجمه من أوساط شعب الجنوب واستمد شرعيته منهم، وفي 7 أبريل 2022م عُين نائباً لرئيس مجلس القيادة الرئاسي وفي 27 اغسطس 2022 م أُصدر قرار بتشكيل لجان حوار جنوبي جنوبي نجحت في تقريب وجهات النظر ولم شمل الجنوبيين وردم فجوة الخصام، وكان التدشين لعهد جنوبي جديد مبني على مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي، وفي شهري يوليو واغسطس 2022م أصدر قراراً بإطلاق حملات عسكرية أطلق عليها سهام الجنوب وسهام الشرق، حيث نجحت في تطهير محافظتي شبوة وأبين من التنظيمات الإرهابية في فترة وجيزة، كما أصدر بمطلع العام 2022م قراراً نصَّ على هيلكة المجلس الانتقالي الجنوبي وكان بمثابة ضربة قوية وجهها للمشكّكين في وطنية الانتقالي الجنوبي وحُسن نواياه تجاه أبناء الجنوب قاطبة من المهرة حتى باب المندب، وتحقَّق للجنوبيين في عهده طموحات كانت أشبه بالمستحيلة وأثبت أنه رجل دولة بامتياز تفوَّق على نفسه وعلى أقرانه وبات أكبر من المنصب الذي ناله وكان قلبه الكبير و رحابة صدره وسماحته وتواضعه هي الحاضرة بمشوار حياته وفي تعامله اليومي مع شعبه، وكان ولايزال حتى اللحظة بمثابة المرجعية والأب الروحي لجميع الجنوبيين.

زر الذهاب إلى الأعلى