تقارير وحوارات

الختايم في شهر رمضان..مدلول ديني وشعبي وتراثي في حضرموت.

كريترنيوز/تقرير/خديجة الكاف

الختايم تعتبر تقليداً خاصاً لأهالي حضرموت خلال شهر رمضان المبارك، حيث يتضمن عادات وتقاليد متنوعة بين دينية وشعبية وتراثية ، حيث يحافظ ابناء محافظة حضرموت منذ عقود من الزمن، على هذه العادات والتقاليد والطقوس الرمضانية المتنوعة .
ولهذه الختايم مدلول إنساني وروحاني، لكنه بحاجة إلى تأصيله والحفاظ عليه من الاندثار في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد.
اجتماع عدد من كبار السن في مسجد المنطقة وقراءة القرآن بصورة جماعية بدءً من سورة الضحى، حتى ختم المصحف وهو ما يكون غالباً في المساجد التابعة للطريقة الصوفية حيث سمي بالختم.

ويبدأ الأهالي عصر ليلة الختم بالتجمع أمام مسجد المنطقة للقيام بعدد من الألعاب الشعبية والموروث القديم، كلعبة الشبواني أو ما تعرف أيضا بالعدة، إضافة لتخضيب الجمال(الإبل) بالحناء وتمثيل مهن ومشاهد قديمة، كحمل أطفال على قوارب صغيرة تفاخراً بمهنة الصيد التي يعمل بها الكثير من سكان ساحل حضرموت.
وجرت العادات في حضرموت عموماً بأن تحتفل المساجد بختم القرآن في رمضان، ورتب منذ زمن بعيد لكل مسجد يوم معين، بحيث يبدأ موسم الختاميات من الأسبوع الثاني لرمضان، وتتابع المساجد إقامة هذه الاحتفائيات في أيام معلومة ومحددة، وأضفت عليها تظاهرات اجتماعية ملحوظة من تزاور وتقارب وصلة رحم وتواصل بين الناس
بهذه المناسبة يصطحب الآباء والأجداد أبناءهم وأحفادهم إلى تلك الساحات المحيطة بالمسجد، وهم يرتدون الملابس الجديدة ، حيث يشتري الأطفال الألعاب والحلويات والمكسرات من بسطات الباعة تلك الساحات .
ويقام مسرح المهرجان الكرنفالي الذي يقدم فقرات مسرحية وإنشادية وشعرية وفكاهية يشارك فيها أبناء هذه المنطقة وسط أجواء احتفالية.
وتقام في هذه الليلة المخصصة للختم، عدد من الفعاليات والطقوس المتنوعة التي تبدأ بعروض فولكلورية وألعاب شعبية عصراً في أجواء احتفالية، وتختتم بعد صلاة التراويح.
وفي وقت أذان المغرب تزدحم طرقات وبيوت أهالي مديريات وادي حضرموت، التي تُحيي ليلة ختم مساجدها بالضيوف، حيث يقوم معظم أهالي المنطقة بدعوة أقربائهم للإفطار والعشاء ، بنفس ليلة الختم ، وبعد صلاة التراويح، يتوافد الأقارب والأصدقاء من المناطق المجاورة إلى هذه المنطقة، حيث يقدم فيها الشاي والحنظل التي تميز مجالس سكان حضرموت يتبادل الحاضرون أطراف الحديث، حيث تعتبر فرصة للتزاور والتلاقي خلال شهر رمضان.
يدور البنات والأولاد الصغار في أزقة وشوارع المدينة مرددات أهازيج شعبية من قبل وغيرها، حيث تقوم النساء بتوزيع الهدايا عليهم.
وكثير من الأهالي في حضرموت حريصون على إقامة الوليمة والتحضير لها منذ وقت مبكر، رغم شحة الإمكانيات والدخل المحدود، إلا أن إفطار الصائم له أجر عظيم عندهم ، كما أنهم يدعون أقاربهم .
ويرى آخرون أن الظروف المعيشية الصعبة تحتم على الجميع التقليل منها، وعدم التكلف فيها، الذي لا يقوم بهذه الوليمة بنفس ليلة منطقته، كما يصر عليها البعض، بل يختار أية ليلة من الشهر لدعوة أقاربه لتناول طعام الفطور مع وجبة عشاء متواضعة، منتقدين حالة البذخ والترف والتكلف الذي ظهرت فيه ولائم الختايم في هذه الفترة.
وتتضمن ولائم الختايم، إقامة سوق تجارية كبيرة تتيح جلب الرزق الحلال، وهو موسم للباعة لعرض الحلويات ولعب الأطفال.

زر الذهاب إلى الأعلى