الرئيسيةتقارير وحوارات

تنسيق حوثي قاعدي لقتل الجنوبيين .. ماهي خيارات التصدي؟؟ 

كريتر نيوز / تقرير 

تتصارع الجماعات المسلحة إعلاميا، لكنها في الظلام تحرص على تحقيق منافع متبادلة تنقذها لتستمر في تأجيج الحرب.

هذا هو حال تنظيم القاعدة ومليشيات الحوثي منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الذي ضم قوى فاعلة وحيوية كبدت الإرهاب والانقلاب هزائم مدوية منذ آواخر 2014 وأهما القوات المسلحة الجنوبية .

واعتبر خبراء أن العمليات الإرهابية مؤخراً برهنت على وجود شراكة بين تنظيم القاعدة الإرهابي ومليشيات الحوثي بتحويل مناطق الانقلاب بؤرة محصنة لاستهداف المناطق الجنوبية المحررة لإعاقة وعرقلة الاصطفاف تحت مظلة مجلس القيادة الرئاسي.

ولم يكن هجوم الضالع قبل أيام، إلا واحدة من سلسلة عمليات إرهابية تنوعت بين الاختطافات والتفجيرات والهجمات المسلحة والتي جاءت قبل وبعد مشاورات الرياض، الحدث السياسي الذي رمم جبهة الشرعية وأثمر تسليم السلطة لمجلس قيادة رئاسي بـ7 إبريل/نيسان الماضي.

والسبت الماضي، أصيب 7 جنود على الأقل في هجوم إرهابي بعبوة ناسفة زرعتها خلية مرتبطة بالحوثي والقاعدة لاستهداف دورية عسكرية للعمالقة في المحفد بمحافظة أبين.

والجمعة الماضية، هاجم عناصر القاعدة للمرة الأولى محافظة الضالع، وذلك عقب دفع التنظيم الإرهابي أحد خلاياه من حدود البيضاء وإب إلى قلب المحافظة، ذات الرمزية العسكرية والسياسية للقوات الجنوبية.

ورغم خسارة التنظيم 7 من عناصره بينهم القيادي البارز “سليم المسن”، إلا أن الهجوم المباغت الذي تسبب بمقتل العقيدين “وليد الضامي” و “محمد الشوبجي”، وهما من كبار قادة القوات الجنوبية، عد بمثابة مؤشر خطير على عودة القاعدة للساحة .

•صلة وثيقة بالحوثي: 

واعتبر قادة عسكريون أن هجوم الضالع برهاناً جديداً بأن المناطق والمحافظات الخاضعة للانقلاب باتت قاعدة إنطلاق لهجمات مليشيات الحوثي وبؤرة نشطة لتصدير الإرهاب إلى الجنوب .

وقال قائد جبهة كرش في لحج العقيد ركن عبد الحكيم الشعيبي إن عناصر تنظيم القاعدة التي شاركت في هجوم الضالع، لها صلة وثيقة بمليشيات الحوثي كونها قدمت وانطلقت من “دمت” و”جبن” و”البيضاء”، الخاضعة لقبضة أمنية مشددة للانقلابيين.

وأوضح المسؤول العسكري المرابط مع قواته بجبهات “كرش” على حدود محافظة تعز، أن بعض العناصر الإرهابية المهاجمة سبق واعتقلتها مليشيات الحوثي قبل أن تطلق سراحها مقابل تنفيذ مهام مختلفة في محافظات الجنوب .

وأعرب عن أسفه حيال قدرة التنظيم الإرهابي على تحقيق جانب من مخططها بمقتل نائب قائد الحزام الأمني في الضالع عقيد “وليد الضامي” وقائد اللواء السادس مقاومة جنوبية، قائد مكافحة الإرهاب في المحافظة العقيد محمد الشوبجي.

•تنسيق مشترك: 

ويشكل عودة نشاط تنظيم القاعدة الإرهابية في الجنوب جانب آخر من تنسيق مشترك لتبادل المنافع مع مليشيات الحوثي، يحرك من خلاله الانقلابيون ورقة الإرهاب لخدمة مشروعهم الطائفي.

ويرى مراقبون أن مليشيات الحوثي وضعت خطة منسقة مع تنظيم القاعدة الإرهابي لمواجهة مجلس القيادة الرئاسي بدأت نتائجها الظهور في الضالع، عقب الهجوم الإرهابي على مقر الحزام الأمني.

وقال مسؤول “يمني” سابق إن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في إبريل الماضي بناء على الحوار التشاوري في الرياض ودعم الاقتصاد من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات كانت خطوة فعالة .

وعن تنسيق الحوثي والقاعدة، دلل المسؤول اليمني السابق بالبيان الرسمي الصادر عن التنظيم الإرهابي الذي رفض وتوعد بمواجهة مجلس القيادة الرئاسي بالتزامن مع إطلاق مليشيات الحوثي 31 عنصراً إرهابياً من سجونها كتنسيق واضح بين رعاة الإرهاب.

وهذه ليست المرة الأولى، حيث أظهرت عديد الهجمات الإرهابية سابقا تنسيق مشترك للتنظيمات الإرهابية المتطرفة مع مليشيات الحوثي، منها الهجوم والتفجيرات المزدوجة على فندق القصر ومعسكر قوات التحالف العربي في العاصمة عدن 2015.

وذكر أن عملية اغتيال قائد قاعدة العند اللواء ركن ثابت جواس الشهر الماضي، برزت أيضا كأحد أكثر العمليات الإرهابية المنسقة بين المليشيات وتنظيمات الإرهاب في تصفية الخصم التاريخي والمطلوب الأول للانقلابيين.

وأضاف “نستطيع تتبع التنسيق بين الحوثي والقاعدة من خلال تكرار العمليات الإرهابية للتنظيم المتطرف في المحافظات المحررة فقط”، وهو تنسيق مشترك ليس غريب على جماعات ترفض السلم وتقاوم أي توحد وطني لفرض السلام في هذا البلد الغارق بحرب الانقلاب.

ويؤكد الوزير السابق أن دعوة مجلس القيادة الرئاسي للسلام وسعيه إلى فرض السلم بكل الوسائل يأتي من إدراكه طبيعة مليشيات الحوثي، فضلا عن إدراكه أبعاد معركة الانقلاب قوميا ووطنيا.

وأشار إلى الدعم الشعبي والحاضنة الداعمة لمجلس القيادي الرئاسي والتي لا تقتصر على محافظات الجنوب لكنها تمتد إلى محافظات الشمال  الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا.

•تحذيرات: 

ومع تزايد العمليات الإرهابية الأخيرة للقاعدة بإيعاز حوثي، أطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تحذيرات عدة من هجمات إرهابية وشيكة في الجنوب. 

وحذّر نشطاء كثر من هجمات محتملة تستدعي رفع مستوى الحيطة والتأهب الأمني عقب الهجمات الإرهابية للقاعدة في أبين والضالع.

يأتي ذلك عقب إطلاق مليشيات الحوثي عناصر إرهابية خطرة من سجونها في صنعاء شمالا وكذا هروب عناصر لتنظيم القاعدة من أحد سجون سيئون الجنوبية. 

وتؤكد دعوات النشطاء أن التوقيت الواحد لهذه العمليات يشير إلى أن “رعاة الإرهاب يخططون لاستهداف محافظات الجنوب كعادتهم” وعلى كل القوات العسكرية والأمنية الانتباه والحذر والبقاء في حالة من الاستنفار والجاهزية.

معتبرين أن هجمات الضالع وأبين واستهداف قادة الحزام الأمني والعمالقة عودة لنشاط ممنهج لتنظيم القاعدة الإرهابي.

زر الذهاب إلى الأعلى