تتعدد وسائل الحروب ضد جنوبنا الحبيب وتزداد حِدة وشراسة وعلى كافة الأصعدة بهدف تركيع وإذلال الشعب الجنوبي وخلخلة بنيانه وإصابته بحالة تيهان وإحباط لكي يتسنى لعصابات الغزو والاحتلال التفرق لنهب خيراته ووأد تطلعاته وتفويت الفرصة على أصوات الحرية التي ملأت الأرض صخباً تحت عناوين التحرر والاستقلال.
فبعد إن مورست علينا كل أنواع الحروب السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والدينية هانحن أمام فصل جديد وخطر محدق يجب مجابهته والوقوف أمامه بسور من الحرص والنصح والإرشاد والعمل.
إنها حرب يراد من خلالها إفساد مستقبل الأجيال الجنوبية وإفراغ الساحة الجنوبية من الشباب الواعي المحصن بالعلم وأبجديات الثورة الجنوبية النقية من رواسب العصر وقاذورات المحتل .
إنه لمن المؤسف جداً مانسمعه ونراه من حالة إنحراف فكري وسيكلوجي أضحى يعتري العقل الشبابي الذي يؤمل عليه الوطن الجنوبي الناتج عن تصدير السموم القاتلة لشخصية الشاب ويجعل منه مجرد كائن مُستهلِك وقنبلة موقوتة ستفجر وتحترق معها آمال وطموحات مجتمع بأسره .
إن التسيب الأسري وقلة المراقبة وعدم إحكام القيود من قبل بعض الأسر والنُخب الواعية والمثقفة في المجتمع على فئة تعتبر العمود الفقري لأيً من مجتمعات الدنيا وعدم الإسهام في التوعية بخطر المخدرات سيجعل من مستقبل جنوبنا الحبيب أكثر غموضاً وسوداوية وتتحول حياتنا إلى مستنقع للمآسي ومرتكزاً أساسياً لمستقبل يسوده الضياع.
لقد تفشت الجرائم وأتسعت دائرة البلطجة والخروج عن القيم والآداب الحميدة في أحيانا كثيرة وتحولت حياة البعض من شبابنا إلى خراب بسبب داء قاتل ينهش مستقبل الأجيال وأضحى كابوس يهدد الأسر والمجتمع برمته وهو تعاطي ( المخدرات ).
عندما يصل الأمر إلى درجة أن يقوم الشاب بإرتكاب جريمة مروعة لن يتخيلها العقل السوي بعضها يصل إلى أن يقوم ذلك الشاب بقتل والده أو أمه وأخوته فهذا الأمر بتاتاً لايعدوا كونه خطر لابعده خطر !.
عندما يكون هم الشاب في وقتنا الراهن وشغله الشاغل هو البحث عن تفاهات وتقديمها عن أولويات الحياة فتلك مصيبة لا بعدها مصيبة.
هناك عوائل تنوح وتتألم وتعاني الفقر والجوع والعوز، وتتمنى أن تجد ماتسد به رمقها وتستر به أحوالها وفي المقابل نرى شباب اليوم يلهثون خلف تفاهات منفقين في سبيل الحصول عليها أموال باهضة لتقودهم إلى دائرة الضياع !!.
إن انتشار المخدرات التي يُراد بها نشر الجرائم والفوضى وتعكير صفو الحياة في جنوبنا الحبيب لهو أمر خطير يتطلب من الجميع بدون استثناء العمل على محاربته والوقوف بكل جدية نحو التخلص من هذه الظاهرة السيئة والخطيرة لتجنيب شبابنا ومجتمعنا منها وتفويت الفرصة على من أراد بها شراً لنا ولجنوبنا الحبيب.