آداب وفنونتقارير وحوارات

محمد مرشد ناجي سلطان الغناء والفن الجنوبي.

كريتر نيوز / تقرير / خالد عبد الوهاب

يعتبر الفنان الكبير محمد مر شد ناجي (المرشدي) من فناني وسلاطين  الغناء في الجنوب العربي والذي ذاع صيته وانتشر على مستوى الجزيرة والخليج العربي، وغنى من ألحانه العديد من الفنانين  والفنانات العرب منهم الفنان السعودي محمد عبده والفنان السوري فهد بلال وغيرهم.

مما ﻻشك منه إن الفنان المرشدي شكل -كما يقول النقاد-مدرسة فنية مستقلة بذاتها لها سماتها وطابعها الخاص، وذلك منذ أول لحن تميز به ورفعه إلى مصاف الفنانين الكبار وهي أغنية (وقفة) من كلمات الشاعر والأديب العدني الكبير محمد سعيد جرادة والتي تقول كلماتها: هي وقفة لي لست أنسى ذكرها أنا والحبيب

في ليلة رقصت من الأضواء في ثوب قشيب

لما التقينا والجوانح ﻻ تكف عن الوجيب

فهززته وهو الرقيق كنسمة الفجر الرطيب

وغمرته وهو الذي لنداء قلبي يستجيب بعواطفي المتكبرة ومشاعري المتفجرة وشرود وجداني الكئيب.

والفنان المرشدي المولود في مدينة الشيخ عثمان  من أم صومالية وأب من عدن، فقد ولد وترعرع في أسرة فقيرة مثله مثل الكثيرين من أبناء الشعب الجنوبي أبان زمن اﻻحتلال البريطاني للجنوب العربي، 

وكان أباه الفقير الذي كان يعمل حارسا في إحدى ورش التاجر اليوسفي في منطقة الدرين في السبعينيات من القرن المنصرم وبعد ذلك ارتبطت عائلة المرشدي بعلاقة  مصاهرة مع عائلة التاجر اليوسفي والذي قال عنه المرشدي بأنه هو الذي اشترى له أول آلة عود بدأ يتعلم عليها العزف والغناء.

▪️رحلة معاناة في الحياة للمرشدي:

كما كان الفنان الكبير المرشدي يأتي ويذهب سيراً على الأقدام إلى منطقة الدرين، عندما كان يسكن في منزله المتواضع في بلوك 40 بالمنصورة قبل أن ينتقل للسكن في مستقره الأخير بمدينة ريمي.

ومن أقوال العظماء عن المرشدي:

تحدث الكثيرون عن هذه الشخصية العصامية الفذة ومنهم المناضل النقابي العدني البارز محمد سعيد مسواط حين قال:”المرشدي فنان حين يلبس وفنان حين ينتقد، وفنان حين يصادق أو يتعامل مع اﻵخرين،أما حين يغني فأنه فنانا الأوحد.

كما قال عنه الأديب والباحث الكبير الدكتور أحمد علي الهمداني:”عندما يتأمل الواحد منا حياة هذا الفنان الشامح، فقد كنت ومازلت أنظر إليها على أنها نموذج يجب أن نقتدي به ونسير على هديه، وأن حياة هذا الرجل، الإنسان، الفنان، الكاتب، المؤلف تتميز بعدة مقومات ومواصفات قد ﻻتتوفر في الكثير منا. 

كما يعتبر الفنان المرشدي من رواد الأغنية الوطنية إلى جانب العديد من الألحان الغزيرة التي قدمها للعديد من الفنانين والفنانات ، واليكم نقدم كلمات هذه الأنشودة الوطنية التي غناها في الستينيات من القرن المنصرم وفيها يحرض الإنسان الجنوبي على الثورة ضد اﻻستعمار وهي من كلمات الشاعر الكبير الجرادة: 

أيها الحامل أثقال القيود

يا أخي في الأسى يابن الجنوب

ياعديم الذكر في هذا الوجود

ياحزيناً يوم افراح الشعوب

عيشك الحاضر صمت وجمود

وخضوع لتصاريف الخطوب

هو بالخالق كفر وجحود

وبأخلاقك نقص وعيوب.. 

مزق القيد الذي غل يديك

وأرمه من حالق نائي القرار

حارب الجور الذي أضفى عليك

مظهر الذل ويأس اﻻنكسار

قاوم الظلم الذي جر إليك 

قلق الليل وأشجان النهار

ولتهن نفسك ما عاشت لديك

فهي ملك وفداء للديار.

كما أن البعد القومي كان حاضرا في وجدان الفنات للمرشدي ، طيف ﻻ يتوقف وقد كان الشعور القومي والعربي في أوج امتداده على الوطن العربي مع بروز الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي كان يلهب مشاعر الأمة العربية والإسلامية في النضال ضد الاستعمار تحت شعار” الوحدة العربية”. 

ومن عدن صدحت حنجرة الفنان الكبير المرشدي بهذه الكلمات الخالدة للشاعر العدني الكبير (لطفي جعفر آمان) والتي ملئ صيتها اﻵفاق وهي بعنوان “يا بلادي :

يا بلادي  يا نداء هادرا يعصف بي

يا بلادي  ياثرى أبني وجدي وأبي

ياكنوزا ﻻتساويها كنوز الذهب اقفزي من قمة الطود لأعلى الشهب

يا بلادي  كلما أبصرت شمسان الأبي

شامخا في كبرياء حرة لم تغلب

صحت: ياللمجد في أسمى معاني الرتب.

يالبغداد التي تهفو لنجوى حلب

ياﻻوراس لظى في ليبيا والمغرب

يا لأرض القدس يحمي قدسها النبي.

رحم الله الفنان الكبير محمد مرشد ناجي الذي رحل بجسده عنا ولكنه خلف لنا تراثاً فنياً خالداً في الجنوب.

زر الذهاب إلى الأعلى