مقالات وآراء

سعدان اليافعي يكتب الشهيد جواس “المرعب” الذي فدى الوطن بكل مراحله

مرعب المتمردون ، وقاهر أدوات الفرس وازلامه ، رجل الضبط والربط العسكري الاول في البلد ، ترجمان عصارة الفكر العسكري للواقع الميداني ، خاض المعارك وقادها وطبق كل ما لديه من فن عسكري على ساحات الميدان وجبهات القتال، شمالٱ وجنوباً شرقٱ وغرباً، في هذا الوطن الجريح …

أنه أيقونة الأنتصارات العسكرية وأسطورة المدرسة القتالية، في كل المراحل الوطنية ، القائد الذي لم يهزم ، والخبير العسكري الذي يرعب الأعداء …

اللواء ركن الشهيد القائد ثابت مثنى جواس ، جبل من جبال ردفان الصماء تهاوى، وركن شامخ هد لايملئ ولا يبدل أو يعوض مثيله ،

رحل شهيدنا المغوار ” جواس ” في حادثة إجرامية زلزلت الوطن كله ، وهزت جبهاته ، وتقهقرت معنويات رفقاؤه ، وبكت كل عين في الجنوب حزنا لرحيله، وذهول من تلك الفاجعة المؤلمة والمفاجئة التي لم تصدق يومها ، برحيل أبرز جنرالات الجنوب المخلصة ، وقادته المرعبة ، رجل الميدان والجبهات ، المعارك والساحات ، الذي لم يهزم قط خسر الجنوب شخصية عسكرية خسارة فادحة لا تعوض ..
ذئب ردفاني رحيل وكان رحيله موجع ، أكدته تلك الآلاف التي تقاطرت يومها إلى مسقط رأسه في تشيع الوداع الأخير والرحيل المؤلم ، من كافة فئات المجتمع الجنوبي على مستوى الوطن .. ونعته الاقطار بالداخل والخارج بمشاهد اخاف العدو ذاته وارعب قاتليه ، فهو المرعب “حيا وميتا” فرحمة ربي تغشاه…

رحل الشهيد جواس بعد أن خاض معارك كبيرة منذ التحاقه بالسلك العسكري وتشرب فنونه، خلال مراحل زمنية مضت ، برق إسمه لمعاناً مع معارك المليشيات الحوثي وكأن قاهرهم ومرعبهم الذي قطع رأس فتنتهم يومها في حروب ضروس قادها الشهيد برجاله محقق الأنتصارات الحربية بكل جدارة واقتدار …

ما جعل هذا الجنرال العسكري والمرعب المفتدي حاضر بكل الأحداث اللاحقه التي كان الجنوب عنوانها وهو أحد رجاله فاستمات دفاع عنه في الغزو الجديد وأحد الرجال الذين دافعوا عن قرار الرئيس كقائد للأمن المركزي بالعاصمة عدن، وفجرت الحرب حينها وكان أبرز قادتها، وشواهد جبهات العند الصامدة، خير دليل لحنكة هذا القيادي العسكري المقارع للعدو ، والضاغط على خطوط الامداد الرئيسي للمليشيات الغازية للعاصمة عدن ، وتحت مرمى جنود القائد العام جواس في كل عرض وطول الجبهة الكبيرة التي قادها ضد المليشيات وحرمها أن تفكر في غزو ردفان بلاد الذئب الحمر ، حتى لا يشهد التاريخ يوماً أن أرض جواس هزمت ..

تشرفنا بالعمل الإعلامي بجانبه في الحرب الأخيرة وتلك الجبهة الصامدة “كمركز اعلامي” نديره برفقة أنبل الشباب من أبناء المنطقة والجنوب ، فكان الشهيد جواس وبرفقته العديد من القيادات الوطنية العسكرية والسلفية والحراكية المخلصة الذين جمعتها البندقية للدفاع عن الوطن تحت قيادة حكيمة أجمع عليها الكل لما له من خبرات قتالية متراكمة وسمعة عسكرية ومجتمعية على مستوى المنطقة والبلد … جبهة العند كانت الجبهة المتماسكة بقوة منذ إندلاعها حتى يوم النصر رغم تعدد قادات الصف الثاني وتنوعها كانت يد واحدة يجمعها مترسا واحد ورصاصها صوب عدو واحد ،، أنهم الغزاة الجدد لأرض الجنوب ،المليشيات الحوثي عفاشية والمنظومة الشمالية الغازية ،، وبحكمة قيادتها العامة يومها الشهيد جواس ولفدائية الأبطال المقاتلون نال الجميع الإنتصار…
ولنا مشاهد اعلامية كمحطات تاريخية من جبهات العند سنتطرق إليها لاحقاً بعمل اعلامي عن الشهيد_ إذا كتب لنا بالعمر بقية _ ونحن نعيش رحيله منذ أكثر من أربعين يوماً ، ولا زال المجرمون وفاعلي الجريمة لم يعرفوا وما زالت التحقيقات جارية لدى جهات الإختصاص لينالوا جزاهم في ميزان العدل الإلهي، فقد أصابوا الجنوب في مقتل برحيل أعظم قادتها الكبار الذين أفنو حياتهم في سبيل الوطن حتى ساعات الرحيل الاخير ..

نم قرير العين قائدنا الراحل غدرٱ الشهيد اللواء جواس ، فبرحيلك أصابنا الوجع لعظمة الجلل ، ولم نفيق منه بعد … رحيلك له ما بعده من نكسات تلاحقنا كشعب ، وانكسارات كجيش ، ولعنات للقتلة المجرمون والإرهاب ومموليه .. ولا نامت أعين الجبناء وحسبنا الله ونعم الوكيل …

زر الذهاب إلى الأعلى