مقالات وآراء

كيف يمكن التعايش مع الظلم والفساد

كتب / موسى المليكي

كأنهم مجانين. وكأنهم مثل يأجوج ومأجوج، وهم من كل حدب ينسلون، هم الفاسدون داخل وخارج الدولة ، لايهدأون ولايسكنون، ولايكلون، ولايملون، وعيونهم مفتوحة، تراقب كل حركة وسكنة في هذه البلاد، في وزارات الدولة ودوائرها وشوارعها ومشاريعها، وفي قطاعات الحياة المختلفة، وكل مايمكن ان يوفر المال، وهم شياطين بشرية تجدهم يعبدون الله، ويذكرونه بخير، ويصلون ويصومون، ويحيون المراسيم الدينية بأشكالها المختلفة، وينفقون عليها من السحت الحرام، ولايترددون في التبجح بشخصيتهم المادية والمعنوية، وقد تحولوا من رعاع وجياع، الى أغنياء يملأون جيوبهم وخزائنهم بأموال الشعب المغلوب على أمره، والموزع في ولائه بينهم، هاتفا، مساندا، مؤيدا للعناوين، وتجده يشتم الحرامي الذي يكرهه، ويغض الطرف عن الحرامي الذي يؤيده، ويتبنى أفكاره وطريقته، وهو شعب غريب الأطوار.

هناك من هو أكثر جنونا من الفاسدين، وهم الاشخاص الذين يعانون من مرض الوهم بأنهم قادرون على محاربة الفساد، ولايتفوق عليهم سوى أشخاص يفوقون الفاسدين في الفسدنة والشيطنة، وهم الذين يكذبون على الشعب المغفل بأنهم يحاربون الفساد، وسيقضون عليه، وسيضعون الفاسدين خلف القضبان، ويعيدون المليارات من الدولارات التي طارت الى البعيد، ولن تعود مهما كذبوا على الشعب، وأوهموه بذلك، ومن هولاء أشخاص يمارسون الفساد، ويدعون محاربته، ويجمعون من إبتزاز الفاسدين أموالا تضاهي مايجمعه الفاسدون الأصليون، لأن الفاسدين يسرقون، بينما هؤلاء يسرقون، ويبتزون سارقين غيرهم، فيعطونهم مما سرقوا، ثم يدعي هولاء البطولة في الشاشات، ويضحكون على الشعب المغفل.

زر الذهاب إلى الأعلى