مقالات وآراء

الطفلة الباكية والدموع الأسيرة في الجفون.

كتب : سالم حسين الربيـزي

 

طالعنا بعض المواقع ووجدنا صورة لطفلة من غزة بجانب والدتها، منظر لايستدعى التأمل كثيرا في الصورة لأجل الرفق من تأثير أحزان القلب وانخفاض نبضها تحسرا، والمدهش لماذا تخجل وتغطي على جانب وجهها الشاحب بكفها الصغير وهي بجانب والدتها التي كانت ملامحها ممتلئة بالحزن من جلوسها بجانب حائط جدار شبيه الركام في العراء، فغطت وجهها بالقبعة مع ابنتها الصغيرة لكي لا يخجل العرب من منظرها أو لاتكون السبب في نقصان سعادتهم وتعكير نزهات رحلاتهم التي يقضونها في المنتجعات السياحية والفنادق والشقق المفروشة والشاليهات والقصور والفلل ، شوفوا الذوق الراقي والأخلاق والنشوة العربية الأصيلة لا تحب الطفلة سلب نشوة الاستجمام فهذه كبرياء وشموخ لا يمتلكها إلا الأقوياء. فالصورة تتحدث وتقول نحن كتب علينا أن نكون الشعب الجبار الصامد الذي لايهاب الموت خذوا راحتكم إن كان همكم غير أبناء غزة ، نحن منذ ولدتنا أمهاتنا ونحن ننتظر الموت ونختار طريقة استشهادنا لكي لا يقولون عنا اليهود بأن العرب جبناء.

 

ولكن دعونا نتحدث عن رؤية الصورة من موقعنا هل تعرفون لماذا الطفلة تغطي على جانب وجهها مع أنها لم تستطع تغطية عينها اليمين قد لا تأخذوا بالكم عنها وقد يتحسر الكثير الذين يقرأون لغة العيون التي تتواجد فيها بريق الدمع التي تتهيأ ظلالة وتنحبس دموعها داخل الجفون بمنع خروجها فوق الوجن.

 

لا تفتكروها بالباكية لا لأن البكاء يرافق مرحلة معينة وتعدي ،ولكن الاصعب من ذلك هو بريق الدمع المحبوس الذي لا يقدر أن ينطق ويعبر عن حجم المعاناة التي يعاني منها، حتى دموعهم يخفوها أسيرة داخل العيون صامتة تشاهد العذاب والقهر في كل دقيقة تمَر بحياتهم بكبرياء.

 

فأين تختفي الضمائر الإنسانيّة عند العرب الذين يدفعون التكلفة بأثمان باهظة لأجل سلامتهم وسلامة أبنائهم وتغذيتهم وتدريسهم والتباهي بقراءة تاريخ العرب وكل ينسب إليه أصل العرب ويتحدثون عن مئة معركة كلها انتصارات قادها خالد بن الوليد ، وهم يشاهدون أحفاده اليوم من خلف الشاشات يدفنون في الأجداث ثلاثون ألف شهيد ويرقدون في العراء بدون مأوى ، وانتم تسكنون في أعلى الأبراج والقصور والفلل، تتسابقون على الزعامات للأمة العربية وانتم ليس جديرين بها ، فأي عروبة تتحدثون عنها، وانتم مكبلوا الأيادي وتخرسون الألسن الخرساء التي لاتتجرأ أن تدافع عن طفل فلسطيني ، فأين ذهبت القمة العربية والإسلامية التي استضافتها الرياض وبدون شك تبخرت عند زيارة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن للمملكة ، وتم ضياع القمة علينا بما كانت تحمل من ثقل إلى الهاوية لأنكم لا تحملون مستواها في قلوبكم المرتعشة ، فالشكر والعرفان لدولة جنوب إفريقيا التي تحمل ملف محاكمة الكيان الصهيوني في محكمة لاهاي.

زر الذهاب إلى الأعلى