مقالات وآراء

أحداث التاريخ اليمني المعاصر بين المجد والتعثر والدروس والعبر .

كتب/

علي ناجي عبيد

تعرض اليمن شماله وجنوبه في معظم مسيرته التاريخية من الغابر إلى الحديث فالمعاصر بحكم موقعه الدولي الإستراتيجي الهام( اللي لما ذلحين ما عرفوه أهله!!) تدخلات استعمارية عديدة جعلته على سلبيتها عنصراً هاماً في عملية تغيير مجرى التاريخ.

1– في تاريخه المعاصر قام وبدعم عربي مصري بثورة 26 سبتمبر 1962م وبتدخل أيضاً عربي سعودي نشبت على إثر الانقلاب الجمهوري حرباً دامت ثمان سنوات .
لا توجد بؤرة ضوء ساطعة نقلت اليمن الشمالي من عصور الماضي السحيق بكل تخلفه وظلامياته وظلمه مثل تلك الثورة مهما كان في مسيرتها من انتكاسات مرعبة وما لها من آثار سلبية محلية وعربية .

وبذلك صنعت تاريخاً مجيدا .
إلا إن إعتمادها عربياً على الجانب العربي المصري من خلال الدعم العسكري المباشر والمادي والمالي الضخم كمنافس للمملكة العربية السعودية الغنية بالنفط كلف الشعب المصري وقواته المسلحة وموارده الكثير والكثير مما شكل سبباً رئيسا لهزيمة (نكسة) يونيو حزيران 1967م التي كان لها الآثار الكبيرة على المواجهة العربية للاحتلال الصهيوني قضية العرب المركزية التي ذهبت باتجاه الإنحدار إلى الحد الذي نلمسه اليوم . بالإضافة إلى إستنزاف الجارة العربية السعودية .

2– ثورة الــ 14من أكتوبر 1963م كانت الأنصع في المنطقة العربية بتحقيق الاستقلال في الـــ 30 من نوفمبر 1967م وتوحيد مكونات الجنوب كمأثرة تاريخية لا مثيل لها ومثلها بناء الدولة المدنية ونقل البلاد إلى آفاق التقدم الإنساني من قعر التخلف الذي ورثه وعمّقه الاستعمار البريطاني .

وفق ظروف ذلك العصر تبنت عدن دعم حركات التحرر العربية والعالمية وشكلت مركزاً لها أطلق عليها قلعة الأحرار . لكن ذلك وتر العلاقات مع الجارات وبالذات المملكة وعمان كثيراً كثيراً ( لم تزل آثاره السلبية حتى اليوم ) .!!!.

3– قيام الوحدة اليمنية :
مثلما قامت الثورات العربية وفي مقدمتها الثورة المصرية وكذا العالمية في سبيل التحرر من الاستعمار وحياة كريمة للشعوب، كم هي تلك الإنتكاسات التي وقعت فيها كبيرة لا مثيل لها إلا إعلان الوحدة اليمنية في سبيل المنعة والسيادة وتحقيق قفزة كبيرة أكرر « قفزة » عالية كبيرة، طويلة، عريضة في حياة الشعبين شمالاً وجنوبا.

طبعاً هذه هي الآمال، لكن ماذا تحقق ؟
بالتأكيد سيقول القارئ أينما ومن أينما كان ما حصل هو العكس تماماً .
نعم أنا معه تماماً .
طيب : إذا ما وُضع سؤال لماذا تَمسُّك البعض ومنهم من سيقول ولو رغماً عنه إن ما تحقق من وراء إعلانها هو عكس ليس ذلك فحسب بل سيدور في خلده إن ما يجري من وراء التمسك الأعمى بها يعمق ذلك العكس يوماً بعد اليوم ويذهب به إلى الأسوأ ساعة بعد ساعة .
لماذا هكذا ؟

بالطبع أولئك المتمسكون بعنف هم من سعوا لإفراغ الثورات من محتواها وقتلوا الوحدة وكل الآمال المباركة من بعدها .إنهم تجار الحروب ، عديمي الضمائر أعداء الحياة .

الخلاصة :
١..ثمان سنوات حرب جمهورية ملكية وحوارات سنوية أي استمرت لسنوات بأوجه مختلفة ففشلت ونجح لقاء على الطاير لمدة عشر دقائق بين الرئيس عبدالناصر والملك فيصل نجح في فصل وتفصيل الأمور .
فهل سنسمع عن لقاء الملك سلمان والمرشد علي خامنئي أو إبراهيم رئيسي و محمد بن سلمان خلوها لعشرين دقيقة ؟؟!!.
٢..هناك أمجاد للثورات وهناك انتكاسات وآثار كارثية لها يجب أن يُقف منها من خلال ظروفها الحينية في وقت حدوثها لا من منظار اليوم المختلف عنها تمام الاختلاف .
٣..البعد عن إعادة تجريب المجرب الخاسر تحديداً مثل (مشروع )الوحدة أوه أوه يا ليت ظل مشروعا كم كنا سنحبه وسنتوق إليه .
الحل الإقدام على عملية جريئة تخلص البلاد من وعثاء ما سمي وحدة بعودة الأوضاع إلى ما قبلها وهنا وجب التأكيد بضمانات تامة بأن الحنين سيعود إليها لكن ليس من باب أوضاع أسوأ مما أنتجته والدليل ما نحن فيه( فقد بلغ السوء أسوأ درجاته العالمية ) ، بل من حاجة التوق إلى الأفضل .

زر الذهاب إلى الأعلى