مقالات وآراء

نحن شعب أن فرقتنا المناصب، جمعتنا الشدائد والمخاطر ..

بقلم /

نائف المزاحمي

نعترف نحن كجنوبيين أن حب المناصب والسلطة في الماضي هي وراء تمزقنا  وتفككنا وتفرقنا وسبب انتشار ثقافة الصراع والمناطقية وهي من أوصلتنا لقمة سهلة ابتلعها أسوأ احتلال عرفه الجنوب عبر التاريخ.

لكن بالمقابل تجد الجنوبيين أكثر تقارباً واصطفافاً وتوحداً أن حلت عليهم مصيبه أو ظلم أو أي مصدر خطر، فالشواهد كثيرة تبين مدى التفاف شعب الجنوب تجاه اعدائه نذكر منها، عسكرة مدينة الضالع وقراها وكانت تلك كفيلة لانطلاق شرارة المقاومة الشعبية اشترك فيها مناضلين من مختلف مناطق الجنوب ، وكذا حضرموت كان لها دور بارز بعد تعرض أحد أبطالها للقتل من قبل قوات الاحتلال، كما لا ننسى ما حصل من مجزرة في منصة ردفان في 13 أكتوبر 2007 م والتي اشعلت كل محافظات الجنوب فالحادثة ادخلت الجنوب مرحلة جديدة للثورة السلمية الجنوبية، وهل يدرك الأعداء أن حرب اجتياح الجنوب في 2015م كانت سبب في توحد أبناء الجنوب وكانت النتيجة طرد الاحتلال من عدن والمحافظات المجاورة، هناك أحداث كثيرة ومنعطفات لم يتسع المقام لذكرها لكنها محفورة في الذاكره الوطنية الجنوبية.

اليوم يبدو أن تحالف الإخونج والحوثيين ومن يساندهم من قوى الخارج لم يقرأوا تاريخ الجنوب وما يحتويه من مواقف ودروس سطرها شعب الجنوب في كل المنعطفات الصعبة التي  مر بها، وهذا واضح من خلال تحالف تلك القوى وما نتج عنه من هجوم عسكري وتأمر أدى إلى السيطرة على أجزاء من محافظة شبوة ومانتج عنها من جرائم قتل وتشريد وهيمنه وتعسف ونهب للثروات، الأمر الذي أثار حفيظة شرفاء الجنوب من مختلف المناطق والمحافظات والذين أكدوا في مواقفهم استعدادهم للقتال صفاً واحداً حتى تحرير كافة الأراضي المحتلة.

يبدو أن مايلوح في الأفق من تداعي وزخم شعبي مجتمعي في شبوة يأتي في أطار ردة الفعل إزاء ماتعرضت له من اعتداءات والتي تستدعي بالضرورة تضافر جهود الجميع للسعي نحو أحداث اصطفاف واسع لضمان التحرر من بطش العدو والانفتاح نحو المستقبل، ويأتي تحرك قيادة المجلس الانتقالي محافظة شبوة وماتبذل من جهود نحو لملمة الصف والتقارب وحشد الطاقات والامكانيات من أجل حرية شبوة وحمايتها من الطامعين وإيمانها بثقافة التصالح والتسامح وبمستقبل قائم على شراكة الجميع، ويأتي استجابة قيادة المجلس الانتقالي بالدعوة التي أطلقها الشيخ عوض محمد بن الوزير للقاء التاريخي

والمقرر انعقاده في 16 فبراير من العام المنصرم في إطار جهوده نحو لم الشمل والذي تأمل قيادة المجلس أن يكون منطلقاً حقيقيا من أجل كرامة وعزة شبوة وبداية طريق نحو تأمين مستقبل الأجيال القادمة في ضل مشروع الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقلة.

زر الذهاب إلى الأعلى