آداب وفنون

كان حلمي نجمة.. عن أطفال عدن ابوح بقلمي

كريتر نيوز/قصة قصيرة/ الكاتبة السورية “كنار محمد عبدو”

طفلةٌ صغيرةٌ أنا، أنظر إلى السماء بعينيّ اللامعتين، أحلم بنجمةٍ صغيرةٍ أقطفها من السماء لأبني أحلامي الصغيرة عليها، فتكبر وتصبح قمرًا يضيء لي حياتي، طفلةٌ أنا أتشدق بالحب والأمل، أبحث عن نبتة الحب لأزرعها في كل دربٍ أمضي به، أحبّ أن أترك أثرًا لي في كل مكان، طموحي عالية بمستوى النجوم، وأفكاري تحلّق عاليًا حيث الفضاء، مددتُ يدي بكل قوةٍ إلى السماء، شعرتُ بأنّني لمستُ نجمةً، فصدر صوتٌ قويٌ كاد أن يشل أطرافي عن الحركة، ارتعد قلبي وارتجفت روحي، هل هذا الصوت هو صوت ارتطام النجمة على الأرض؟!
لم أشعر بشيءٍ سوى أنني تهاويتُ أرضًا والدماء تجري أمام عينيّ، هل هذه الدماء التي تسيل هي دمائي أنا؟! هل فعلتْ بي تلك النجمة كل هذا؟! لا أصدّق فالنجوم أشياءً جميلة لا تعرف القبح ولا الإجرام، الناس تتراكض لإسعافي بشيءٍ من الألم والخوف والهلع، تحملني وتدثّرني بالدعاء لي بالنجاة، النجاة من ماذا؟ هل سأموت؟ هل سأفارق هذه الحياة دون أن أحصل على نجمة؟! مَن سيحاسب قاتلي؟ مَن سينتقم لي؟!
وما ذنبي أنا ليقتلوا طفولتي؟! هل ذنبي أنني حلمتُ بنجمةٍ صغيرةٍ؟! هل كان ذنبي سببه عشقي للحياة؟ وبأيّ حقٍّ ينهون حياتي؟ مَن سمح لهم بإنهاء الحياة في أوردتي؟!
أشعر بثقلٍ في روحي، أكاد أفقد الحياة، شيءٌ ما في داخلي يصرخ، هل هذه صرخة الموت؟
لا أريد الموت، ولا يسعدني أن أكون ميّتة، أريد العيش بين النجوم، كيف يقتلون حلمي؟
مات حلمي.. مات حلمي..
قتلوا البراءة.. قتلوا الحياة بي..

كنار محمد عبدو

زر الذهاب إلى الأعلى