تلوث بحري وأضرار بيئية تهدد مستقبل اليمن الشقيق .. هل من رادع للعبث الحوثي في البحر الأحمر؟
كريترنيوز / تقرير
تمادت مليشيات الحوثي الإرهابية كثيراً ، ولا أحد يعلم إلى أين يوصلها غرورها؟ مغامرات وطيش وسلوك عدائي لاحدود له. والمؤكد أنها لاتتحرك بمفردها بل تقف خلفها دول ، وإنما هي مجرد أداة.
لايوجد تفسير عقلاني منطقي لما يفعله الحوثي في البحر الأحمر، لوثه وجعله مقبرة للسفن التجارية المسالمة، أضرار بيئية طويلة الأمد تؤثر سلبا على معيشة المواطن اليمني الشقيق، تلوث بحري وأضرار بيئية تهدد مستقبل اليمن الشقيق،
فهل من رادع للعبث الحوثي في البحر الأحمر؟. ففي ال18 من فبراير 2024م استهدف وأغرق سفينة روبي مار بالبحر الأحمر التي كانت تحمل على متنها شحنة من سماد نترات الأمونيوم السامة تقدر بـ 41 الف طن، قد تتسبب بكارثة بحرية بيئية تهدد أمن اليمن الغذائي على المدى القريب البعيد. ويوم ال12 من يونيو 2024م أغرق ناقلة فحم يونانية تدعى توتور أيضاً بالبحر الأحمر. كما أصيبت عدد من السفن في اعتداءات حوثية متفرقة ، وقتل وأصيب عدد من البحارة، يتساءل المواطن العربي ؛
من المتضرر من هكذا سلوك وما نجم عنه من أضرار وتلوث بحري قد يستغرق سنين ؟ هل أمريكا أم إسرائيل أم الشعب اليمني؟ وهل استفاد الشعب الفلسطيني من تصرفات الحوثي؟. الحوثي أشبه بمن يطلق النار على قدميه بحسب ما وصفته بعض الصحف الأمريكيّة. يحاصر بلده ويقتل شعبه بطريقة مباشرة وغير مباشرة. وبحسب محللين هنالك دول مستفيدة من تصرفاته خصوصًا الصين وإيران ، وممن لها ثأر مع أمريكا. يقفون خلفه يقدمون الدعم اللازم له ويشجعونه ويطبلون له ويدفعون به صوب الهاوية غير مبالين بحياة الشعب اليمني الشقيق المتضرر الأكبر.
تلوث بحري كارثي :
ومؤخرا كشفت وسائل إعلام وناشطون يمنيون عن نفوق كميات كبيرة من الأسماك والأحياء البحرية مبدين مخاوفهم من بدء تأثيرات تلوث بحري جراء تسرب مواد كيميائية من سفينة روبيمار .
ونشر ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخرًا، مقاطع فيديو ملتقطة من سواحل مدينة الخوخة جنوبي محافظة الحديدة اليمنية تظهر نفوق أسماك وأحياء بحرية تزامنًا مع تغير لون الشاطئ وانتشار روائح كريهة ما أثار ذعرًا في أوساط المجتمع اليمني الذي يعتمد جزءا كبيرا منه على البحر كمصدر رزق وغذاء.
وكان وزير الإعلام والسياحة والثقافة اليمني معمر الإرياني قد عزى ذلك إلى تلوث مياه البحر بحمولة السفينة روبيمار، التي استهدفها الحوثي في فبراير/ شباط الماضي بهجمات صاروخية، أدت إلى غرقها في مياه البحر الأحمر قبالة سواحل مدينة الحديدة اليمنية وعلى متنها آلاف الأطنان من “الأسمدة شديدة السميّة.
وطالب ناشطون يمنيون الشرعية اليمنية والمجتمع الاقليمي والدولي إنقاذ الشعب اليمني من كارثة وشيكة واستخدام كل الوسائل لإيقاف العبث الحوثي.
اتحادات صناعية دولية تطالب بوضع حد لتصرفات الحوثي :
إلى ذلك وبحسب رويترز طالبت اتحادات صناعية دولية بارزة باتخاذ إجراءات عاجلة في البحر الأحمر لوقف هجمات الحوثيين على السفن التجارية، وذلك بعد غرق سفينة ثانية.
وقالت أكبر اتحادات الشحن في العالم في بيان مشترك : من المؤسف أن يتعرض البحارة الأبرياء للهجوم أثناء أداء وظائفهم ، وهي وظائف حيوية تحافظ على دفء العالم وتغذيته وملابسه.
يجب أن تتوقف هذه الهجمات الآن. وندعو الدول ذات النفوذ في المنطقة إلى حماية بحارتنا الأبرياء وإلى التهدئة السريعة للوضع في البحر الأحمر.
وقالت مصادر في صناعة التأمين إن أقساط التأمين الإضافية ضد مخاطر الحرب، والتي تُدفع عندما تبحر السفن عبر البحر الأحمر، اقتربت من 0.7 % من قيمة السفينة في الأيام الأخيرة من حوالي 1% في وقت سابق من هذا العام.
وأضافوا أنه مع غرق سفينة ثانية والخسائر المحتملة الناجمة عن ذلك، فمن المرجح أن ترتفع الأسعار، مما يضيف مئات الآلاف من الدولارات من التكاليف الإضافية لكل رحلة.
وقال ستيفن كوتون الأمين العام للاتحاد الدولي لعمال النقل، النقابة الرائدة للبحارة، إنه يتعين على السفن تحويل مسارها حول الجنوب الأفريقي، وهو أفضل وسيلة لحماية البحارة.
وأضاف : نرحب أيضًا بالمرافقة المناسبة ، وتوفير الحماية للسفن من قبل القوات البحرية ، الأمر الذي من شأنه أن يقلل من مخاطر تعرض السفن للضرب.
عجز أمريكي في التعامل مع الحوثي :
وبحسب واشنطن بوست
قال سفير الولايات المتحدة السابق إلى اليمن جيرالد فايرشتاين، إن الحملة العسكرية الأمريكيّة ضد جماعة أنصار الله (الحوثيين) عجزت عن ردع الجماعة.
كما نقلت عنه صحيفة واشنطن بوست قوله إن قدرات الحوثيين العسكرية تضاعفت، معتبرا أنه طالما أن لديهم الحافز لمواصلة هجماتهم فقد أظهروا قدرة على تنفيذها.
ووفقا للصحيفة فإن إيران تحايلت على حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على اليمن وأرسلت سرا أسلحة ومعدات من الموانئ الإيرانية إلى الحوثيين عبر بحر العرب أو برا من سلطنة عُمان المجاورة.
كما تقول الصحيفة إن الحوثيين تعلموا أيضا كيفية تعديل الأسلحة القديمة وتصنيع أسلحة جديدة، ليصبحوا أول مجموعة تستخدم الصواريخ الباليستية المضادة للسفن لضرب أهداف بحرية ، وفقًا لكبار القادة العسكريين الأمريكيين.
وتضيف الصحيفة أنه وفقا لتقديرات الخبراء فإن جماعة الحوثي لديها قوة قتالية لا تقل عن 20 ألف مقاتل ، بما في ذلك مزيد من القوات القبلية والقوات التي كانت موالية للحكومة في السابق.
وبحسب المصدر منذ نوفمبر/ تشرين الثاني سجلت وزارة الدفاع الأمريكيّة (البنتاغون) أكثر من 190 هجوما على السفن العسكرية الأمريكيّة أو السفن التجارية قبالة سواحل اليمن بما في ذلك ما يقرب من 100 هجوم منذ بدء موجات الضربات الجوية الأمريكية في يناير/كانون الثاني الماضي.
وأدت التهديدات الأمنية التي تسببت بها هجمات الحوثيين إلى خلل في حركة الشحن في البحر الأحمر وبحلول نهاية مارس/ آذار، انخفض حجم حركة المرور عبر قناة السويس ومضيق باب المندب بمقدار النصف، وفقا للبنك الدولي.
اسبيدس تطالب بمضاعفة قواتها البحرية :
ونقلا عن وكالات دولية
طالب رئيس عمليات مهمة (اسبيدس) (EUNAVFOR ASPIDES) البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي بمضاعفة عدد السفن الحربية في البحر الأحمر وخليج عدن لمواجهة هجمات الحوثيين.
وقال رئيس عملية “أسبيدس”؛ الأميرال اليوناني فاسيليوس جريباريس، خلال تقديمه مراجعة بشأن الخطة التشغيلية للعملية إلى اللجنة العسكرية للاتحاد الأوروبي : إن قوة المهمة بحاجة إلى تعزيزها بسفن حربية إضافية وبما يعادل ضعف تلك الموجودة بسبب تصاعد هجمات الحوثيين.
وأوضح موقع (olympia) اليوناني، أن جريباريس، قدم للجنة العسكرية تحديثاً عن الوضع الأمني والتحديات التي تواجهها سفن المهمة في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن ، والتي وصفها بأنها منطقة معقدة وعالية الخطورة.
وأكد رئيس عملية “أسبيدس” بأن هناك حاجة ماسة إلى رفد الأسطول البحري الأوروبي بـ 10 سفن حربية على الأقل لتحقيق هدف حماية السفن التجارية من هجمات الحوثيين بشكل كامل.
وأشار جريباريس إلى أنه لا يوجد حالياً سوى أربع سفن من هولندا وإيطاليا وفرنسا وبلجيكا تحت تصرف عملية “أسبيدس”، تقوم بدوريات في المياه قبالة الساحل اليمني اعتباراً من فبراير/شباط 2024، مما يعرض السفن الحربية نفسها لخطر كبير،
وفي سياق ليس بعيد
كشفت مصادر أمريكية لسكاي نيوز عربية عن توجه حاملة الطائرات “روزفلت” الموجودة في منطقة شرق آسيا إلى منطقة عمليات البحر الأحمر لتنظيم الى الاسطول الأمريكي المرابط بالمنطقة لمواجهة الحوثي.
ختامًا ..
الحوثي يلوث مياه اليمن الإقليميّة يدمر البيئة والحياة البحرية يتسبب في أضرار طويلة الأمد سيدفع اليمن الشقيق فاتورة كبيرة قد تأخذ عشرات السنين.
كوارث بيئية بحرية كبيرة تنتظر مستقبل اليمن الشقيق. وفي المقابل فإن تصرفاته الغبية لم تنقذ مواطن فلسطيني واحد من بطش الكيان الإسرائيلي الذي استثمر تلك التصرفات الحوثية لصالحه.