صباح الأمل “30 نوفمير” يوم الحرية
أ. د. عبدالناصر الوالي
منذ ٥٧ عاماً وشعب الجنوب يحتفل بيوم النصر يوم الاستقلال ويوم الحرية.
منعطفات خطيرة وكبيرة مر بها شعبنا الجنوبي ولكن لم يشهد اصعب ولا اعقد ولا اقسى من هذه الايام.
عشر سنوات من الحرب والحصار والتجويع والاذلال لشعب الجنوب في محاولة يائسة لترويضه وتطويعه لحسابات خاطئة لم يكن لشعب الجنوب يد فيها بل على العكس كان هو قصة النجاح الوحيدة في هذه العشر السنوات العجاف.
كانوا يخططون لسقوط صنعاء في ايام وبالتالي فان عدن وان تحررت سيتم احتوائها من صنعاء وينتهي الامر.
لم يحسنوا اختيار ادوات الدفاع عن صنعاء وارادوا تجريب المجرب فتمنع الشعب ليس حباً في القوى الجديدة ولكن رفضاً للقوى القديمة التي اوصلته الى هذا الحال.
لم يسأل احد نفسه لماذا توقفت الحرب عند الحدود السابقة لجمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية؟ لقد التفّت الحاضنة الشعبية في الجنوب حول قضية عادلة وهي استعادة الدولة وتحت هذا الهدف النبيل وعلمه قاتل الجميع وانتصر بينما الحاضنة الشعبية في الشمال وقفت حائرة بين خيارين رفض القادم وعدم الرغبة في استمرار السابق وهذه الحيرة ادت الى فشل الدفاع عن صنعاء مع الاسف.
هناك من يحاول ان يتعسف الحقائق والواقع والتاريخ والجغرافيا. لن ينجح.
اليوم ٧٠٪ من ايرادات الدولة معطلة نتيجة لعدم تصدير نفط الجنوب الذي قصف محطات تصديره ويهدد باحراق حقوله الحوثيين وشعبنا يموت جوعاً ومرضاً بدون اي خدمات تذكر ويحدثونا عن العودة للوحدة معهم. امر لايستقيم.
اليوم الشعب يتضور جوعاً ومرضاً وخدماته في الحضيض و550 مليار ( خمسمائة وخمسون مليار)من ايراداته في المحافظات !!!! لا تورد الى البنك المركزي في العاصمة عدن معظمها محجوزة في المحافظات الشمالية ويحدثونا عن العودة الى الوحدة معهم!!! امر لايعقل.
في عام تسعين كان عدد موظفين الدولة في الجنوب والشمال حوالي 174 الف. معظمهم من الجنوب وتحت الشعار الباطل( تقليص العمالة) بعد غزوة 1994م تم ابعاد الجنوبيين قسراً. واليوم اول دفعة تتم مناقشة جبر ضررهم وتعويضهم يبلغ عددها حوالي 36 آلف مبعد قسراً اعترف به بقرار جمهوري منتظرين تسوية مالية لا تتجاوز 30-50 الف ريال ( 25دولار. نعم خمسة وعشرون دولار) ثم ياتي الان بعد ضياع 35 سنة من اعمارهم هدراً وقهراً ومعاناة من يحدثهم عن اعادة التجربة مرة اخرى والذهاب الى صنعاء. هم سرحوا قسراً وهناك من يقترح عليهم ان يعرض اولادهم واحفادهم مرة اخرى لنفس التجريف. يقول المثل الشعبي ( من جرب المجرب عقله مخرب). حاشا لله.
وماهو الحل؟
حقول نفط جنوبية تعمل وريعها لصالح الجنوب. وحقول شمالية تعمل وريعها لصالح الشمال وحقول مشتركة حدودية تعمل وريعها لصالح الطرفين( هناك شركة مشتركة من قبل الوحدة تدير هذه الحقول).
مطار عدن يعمل ومطار صنعاء يعمل لا ضرر ولا ضرار. ميناء عدن يعمل وميناء الحديدة يعمل لا ضرر ولا ضرار
مصافي عدن تعمل ومصفاة صافر تعمل لاضرر ولا ضرار
اما ان يهددونا بان حقولنا ستحرق ومطارنا سبدمر ومصافينا ستسحق من قبلهم وحلفائهم من وارئهم ويريدونا ان نتوحد معهم!!! امر غير منطقي ولا مقبول.
بنك مركزي في عدن وبنك في صنعاء تعالج مشاكل العملة وتساعد في حصول الناس على الغذاء والخدمات.
حوار سياسي شمالي شمالي وبدعم اقليمي ودولي ينهي الانقلاب العسكري في صنعاء ودعم القوى الوطنية الشمالية التي يختارها شعب الشمال حتى الوصول الى حل بكل السبل.
حوار سياسي جنوبي جنوبي على قاعدة الجنوب بكل ابنائه ولكل ابنائه سيكون سهل وممكن ومقبول من الجميع.
الضغط العنيف على شعب الجنوب وعلى حامل القضية الجنوبية المجلس الانتقالي الجنوبي ليس هو الحل ولن يقود الى حلول ومن يعتقد غير ذلك فهو واهم. شعب الجنوب تاريخياً يتحمل الفقر والجوع والقهر وحتى الحرب ولكنه لم ولن يتخلى او يتنازل عن كرامته او حريته. دخلنا الوحدة باتفاق وقضوا عليها بحرب وخرجنا منها بحرب ولامانع لدينا ان نعمد هذا الخروج باتفاق. وقال العرب «تجوع الحرة ولاتأكل بثدييها».
كل عام وانتم بخير.
العاصمة عدن
ليلة ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٤ م