استطلاعاتمقالات وآراء

ذكرى الثلاثين من نوفمبر: لحظة خالدة في تاريخ شعبنا الجنوبي، وتحول تاريخي في مسيرته السياسية والاجتماعية

كتب: معين الصبيحي

في كل عام، يحتفل شعبنا الجنوبي بذكرى الثلاثين من نوفمبر، تاريخ له دلالات عميقة ومعانٍ سامية، إذ يمثل رحيل آخر جندي بريطاني عن أرضنا في عام 1967.

هذه اللحظة التاريخية لم تكن مجرد انتهاء لوجود قوة استعمارية، بل كانت بمثابة نقطة تحول حقيقية في حياة شعبٍ كافح طويلاً من أجل حريته واستقلاله.

تأتي ذكرى هذا اليوم لتذكّرنا بأن النضال من أجل الحرية ليس مجرد ذكرى تُروى، بل هو جذرٌ عميق في ثقافة الشعب الجنوبي، وجزء لا يتجزأ من هويته.

لقد كانت ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، التي سبقت هذا الحدث بعامٍ واحد، الشرارة التي أطلقت العنان لرغبة الشعب في التحرر من قيود الاستعمار، لقد تجسدت تلك الثورة في آمال الناس وأحلامهم، وأشعلت في قلوبهم نار الكرامة والعزة.

اليوم، نعيش مرحلة صعبة من تاريخنا، مرحلة تزداد فيها التحديات، وتتعاظم فيها الأزمات. يعاني شعبنا من ضغوطات اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة، وأصبح التفكك السياسي يلوح في الأفق، مما يجعلنا نتساءل عن مصيرنا ومستقبلنا.
ولكن، على الرغم من كل ذلك، يبقى الأمل مشتعلاً في قلوبنا، مستلهمًا من تضحيات الأجيال السابقة.

إن ذكرى الثلاثين من نوفمبر ليست مجرد احتفال، بل هي دعوة للتأمل والتفكير في دروس الماضي ؛ يجب أن نستفيد من تجاربنا، وأن نتحد جميعًا لنواجه التحديات الراهنة، إن النصر الذي تحقق في تلك الأيام الخالدة يجب أن يكون مصدر إلهام لنا، لتجاوز الصعوبات وبناء مستقبل مشرق لأبنائنا وأحفادنا.

إذ نؤكد أن ذكرى الثلاثين من نوفمبر ستظل محفورة في ذاكرة شعبنا، تذكيراً لنا بأن النضال من أجل الحرية والكرامة لا ينتهي، بل هو مسيرة مستمرة تحتاج إلى عزيمة وإرادة قوية ، لنستمد من تلك الذكرى القوة لنواصل مسيرتنا نحو غدٍ أفضل، ولنبنِ معًا وطنًا يعكس تطلعات كل أبناء الجنوب.

زر الذهاب إلى الأعلى