مقالات وآراء

الجيش الجنوبي وتقنية الردع

كتب/ يعقوب السفياني

بات من الواضح أن فارق التسلح الذي يتمتع به الحوثيون في مجال القوة الصاروخية والطائرات المسيرة وصل إلى مستويات تسبب إخلالا خطيراً في ميازين القوة العسكرية، ونقطة تفوق مستمرة لصالح هذه الميليشيات أمام الجيش الجنوبي، وخصومها الآخرين، وهو ما يستوجب العمل لتقليص هذا الفارق، وإحداث نوع من التوازن عبر امتلاك تقنيات الردع العسكرية المتطورة، مثل منظومات الدفاع الجوي وسلاح الجو المسير، للاستطلاع وتنفيذ ضربات جوية حساسة.

استطاع الجيش الجنوبي بكل قوة مجاراة الحوثيين وأحلافهم في الشمال على الأرض، بل وتفوقت القوات الجنوبية على امتداد الجبهات معهم، وأحرزت نجاحات كبيرة وقياسية، على الرغم من امتلاك الطرف الآخر ترسانة كاملة من السلاح الثقيل والمتوسط والخفيف التي استولى عليها من معسكرات نظام صالح، والمعسكرات التي تكدس فيها سلاح التحالف العربي وتركها الإخوان في جبهات الشمال، بالإضافة لشحنات السلاح والذخيرة التي تزود بها إيران الجماعة برا وبحرا، بالمقابل فإن ما تتمتع به القوات الجنوبية من عقيدة قتالية وطنية أحدث تكافؤ وقام بتعويض فارق التسليح، حيث لم تحظ سوى بدعم محدود من طرف التحالف.

نتيجة لعجز الحوثيين العسكري أمام القوات الجنوبية، والذي برهن عليه بوضوح فشلهم في الغزو الثاني للجنوب عبر الضالع في فبراير 2019، وإخفاقهم في تحقيق أي تقدم على امتداد بقية الجبهات في كرش وطور الباحة ويافع وثرة بأبين، اتجهت الجماعة للهجمات الجوية بالصواريخ والطائرات المسيرة لضرب الجنود الجنوبيين، وفي ظل غياب تقنيات الردع المواتية والموازية اللازمة، أفلحت كثير من هذه الهجمات في تحقيق خسائر مؤلمة في صفوف القوات الجنوبية، كان أبرزها قصف معسكر الجلاء الذي استشهد فيه العميد منير اليافعي أبو اليمامة، وقصف العند 2019 الذي أستشهد فيه قادة بارزون مثل طماح والزنداني، وقصف العند الأخير الذي كانت حصيلته ثقيلة.

ولهذا أصبح امتلاك تقنيات الردع ضرورة حتمية ووجودية بالنسبة للجنوبيين، تقع على عاتق شريكهم الإقليمي وهو التحالف العربي ممثلا بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، والذي يقف معهم في خندق واحد لمواجهة التهديدات والمطامع الحوثية والإيرانية في اليمن والمنطقة بأسرها. يجب على القيادة العسكرية الجنوبية أن تطالب بشكل رسمي التحالف العربي بتزويد الجيش الجنوبي بهذه التقنيات أجل كبح جماح الحوثيين، وعدم ترك معسكرات القوات الجنوبية التي حققت الانتصارات الوحيدة أمام هذه الجماعة منذ 2015 مفتوحة وعرضة للاستهداف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى