تقارير وحوارات

الإخوان والحوثي .. إفلاس أخلاقي وسباق ماراثوني تاريخي على التبعية والارتماء في أحضان أعداء الأمة العربية.

كريترنيوز / تقرير

قال أحد الحكماء :
لا تبحث عن الخلق الرفيع في شخص صاحب المصلحة، فهو لا يحركه إلا مصالحه فقط.
وقال : ابتعد بقدر المستطاع عن كل المدعين، ممن يبتسموا في وجهك من أجل مصالحهم ويعرفوك من أجل تلبية حاجتهم.
وقال آخر : كل الأشخاص الذين ابتعدوا عندما انتهت مصالحهم سوف يأتون إليك غدا زاحفين من أجل مصالحهم الجديدة،
لقد تصاعدت في الآونة الأخيرة نبرة التصريحات الإخوانية الخالية من أدنى مستويات العرف الدبلوماسي والأخلاقي المتعارف عليه غير مبالين بابعادها وردة فعلها على قواعدهم وأنصارهم، بل تساقطت وتسابقت قياداتها على إطلاق صيحات التهديد والوعيد بالارتهان والارتماء في أحضان أعداء الأمة العربية واستعدادهم للتحول إلى مجرد جنود وأدوات رخيصة بأيدي أعداء الأمة العربية.

ووصف إعلاميون جنوبيون الحالة التي يمر بها الإخوان المسلمين بإفلاس مكتمل الأركان أحاط بقياداتها وظهرت على حقيقتها العدائية الجوفاء من أي مشروع استراتيجي لإقامة دولة حضارية بحسب ما كانوا يروجون ،
لقد أفلس الإخوان المسلمين تماماً وانسلخوا من جسد الأمة ومن جميع قواعد وضوابط العرف الدبلوماسي المتعارف عليه واتسعت الهوة بينهم وبين الشعوب العربية.

وأبدى ناشطون جنوبيون سخطهم من هكذا وضع مزر تمر به الجماعة المأزومة، وقال أحد الجنوبيين ساخراً لم يحدث في التاريخ القديم والمعاصر أن يتحالف ملحد متطرف ماركسي مع إسلامي متطرف إلا في اليمن، ولايتحالف الشيعة مع السُّنة ضد السُّنة في الجنوب إلا في اليمن، ولا يتحالف داعش والقاعدة مع الحوثي الشيعي ضد الجنوب السُّني إلا في اليمن، لقد انسلخ إخوان اليمن عن الأعراف الدبلوماسية والاخلاقية ومضوا في مسيرة التخبط العقائدي والآيديولوجي والدوران في فلك الأقنعة المزيفة،
والارتهان لدى جهات تتنافى مع اعتقاداتهم ونهجهم المتطرف، تارة شركاء مع الحزب الاشتراكي اليمني الماركسي وتارة مع حزب المؤتمر الشعبي العام اليمني العلماني وتارة مع التحالف العربي وتارة ضده وتارة مع جمهورية إيران الشيعية الرافضية وتارة ضدها وتارة مع الوحدة اليمنية وتارة مع انفصال حضرموت وتارة ضد انفصال الجنوب، تخبط سياسي وآيديولوجي غير مسبوق وافتقار إلى أدنى مشروع أو مبدأ ثابت واضح والمدعاة للسخرية وللسخط أن قواعد التنظيم تتمايل مع تمايل القمم وتسير على خطاها.
وقال مراقبون ومختصون إنما يجمع قيادات تنظيم الإخوان بقواعده هدفا مشتركا واحدا الا وهو إراقة الدماء والوصول إلى سدة الحكم والاستحواذ على الكرسي بأي طريقة ووسيلة وتحت أي شعار على قاعدة لأجل الضرورات تباح المحظورات فأصبح كل شيء أمام الجماعة مباحا حتى التنصل عن الدين وعن المذهب السُّني وعن المعتقدات والثوابت الإسلامية صار مباحا، وبات باب الإخوان مفتوحا للتحالف حتى مع الشيطان.

الحوثي والإخوان تزاوج عجيب وارتهان مهين :

تظل تركيا وإيران أبرز دولتين تسعيان لاستعادة إمبراطوريتهما العثمانية للأولى والفارسية للأخيرة على حساب الوطن العربي، ويبذلان كل ما بوسعهما ويجندان التنظيمات الإرهابية العربية المعادية للأنظمة وللأمة العربية للوصول إلى غايتهما أو إحداث نوع من الفوضى وزعزعة الأمن على أقل تقدير، سباق على إعادة الامجاد فجمهورية إيران تسعى لإقامة الخلافات الإسلامية الأثنى عشرية بعموم الدول العربية ووجدت في معتنقي المذهب الشيعي وفي آل البيت ضالتها فيما تسعى تركيا لإحياء الإمبراطورية العثمانية ووجدت ضالتها في الإخوان المسلمين، وبات كل فصيل عربي منبوذا يسعى للوصول إلى مبتغاه عبر الارتهان والعمالة، ولكن الغريب العجيب المضحك هو التزاوج الحاصل بين مليشيات الحوثي الشيعية وجماعة الإخوان المسلمين السُّنية، تقارب غير مفهوم ولم يحدث إلا في اليمن ، وسخر جنوبيون من هكذا وضع واصفين إياه (بالدحبشة اليمنية السياسية)، منوهين إلى أن سياسة أو مفهوم الدحبشة اليمني غزى كل المجالات اليمنية بما فيها الحزبية.

وفي ذات السياق قال مختصون إن إيران وتركيا لن يهدأ لهما بال إلا بإحداث فوضى في الأقطار العربية ولن يتوقف طموحهما عند حدود الدول شبه المرتهنة العراق وسوريا واليمن ولبنان وسيظلان يسعيان للوصول إلى كراسي الحكم في البلاد العربية ككل عبر جنودهما المرتهنة الرخيصة آنفة الذكر.
ولاحظ مراقبون تصاعد وتيرة السباق الماراثوني الحاصل على الساحة اليمنية تقوده جماعتا الإخوان والحوثي بغية الارتهان والظفر بالتبعية لأعداء الأمة العربية حقداً ، ورداً على النجاحات المتواصلة التي يحققها الانتقالي الجنوبي بصورة يومية واقترابه من تحقيق الأهداف المنشودة بهدف إعاقته وكذا نكاية بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية وللضغط عليهما وعلى المجلس الانتقالي الجنوبي، تنظيمات ليس لها مبدأ ثابت تتنقل بين الأحضان السياسية بغض النظر عن التنافر الآيديولوجي لإرباك المشهد وخلط الأوراق، ويتمحور تركيزهما حول الأنظمة الخليجية عقب فشلهما في مصر وليبيا.

عقب فك الارتباط عن اليمن .. ما مصير الإخوان الجنوبيين وما القناع الذي يعدونه؟

وفي نفس السياق تساءل ناشطون جنوبيون عن مصير ووضعية الإخوان المسلمين الجنوبيين عقب فك الارتباط عن الجمهورية العربية اليمنية واستعادة الدولة الجنوبية واستعادة هيبتها وأمنها واستقرارها،
وما القناع الذي يعدونه أو ينوون إرتداءه؟ وهل باستطاعتهم الاندماج في المجتمع؟ وهل تسقط جرائمهم ضد الجنوبيين بالتقادم؟
وهل تسقط جرائم العمالة ضد الوطن الجنوبي بالتقادم؟
ولماذا لايصنف المجلس الانتقالي الجنوبي جماعة الإخوان منظمة إرهابية ويمنعها من مزاولة أي أعمال على الأراضي الجنوبية كونه الكيان المفوض بقيادة الأمة وبالدفاع عنها وحماية مصالحها وتوفير أمنها واستقرارها؟

تصريحات وارتهان مخز كيف تقبلته قواعد الإخوان؟

أدلى البرلماني الإخواني عبدالعزيز جباري بتصريحات مثيرة للشفقة عكست واقع الحال المهين والتخبط الذي وصلت إليه جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، وظهر جباري على قناة بلقيس الإخوانية في برنامج المساء اليمني متحدثاً بطريقة هيستيرية خارجة عن السياق الدبلوماسي المألوف،
حيث قال : الوضع القائم في البلد يستدعي أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع شعبنا، فهناك مؤامرة من قِبل التحالف السعودي الإماراتي لتشطير اليمن وتقسيمه، متجاهلاً خسائر وجهود البلدين تجاه اليمن.

وأردف جباري : من هم في المجلس الرئاسي أعلنوها صراحة بأنهم اليوم مع تقسيم البلد، وهذه خيانة عظمى وفقا للدستور اليمني، ورشاد العليمي بتواطئه وسكوته ورضاه ارتكب الخيانة العظمى، ويجب أن يحاكم، وإن لم يكن الآن سيأتي يوم ويتم محاكمتهم جميعا.

وقال جباري : أي قرارات أو أي تفاهمات أو اتفاقيات، تصدر عن هذا المجلس (باطلة) فهو مجلس غير دستوري، ويقوم بدور الخيانة.
واللافت أن جباري قال إنه حتى العناصر التي تحمل ثأراً مع المليشيات الحوثية، ستتناسى هذا الثأر وتنضم إلى صفوف الحوثيين مضيفا بالقول : سنتناسى كل خلافاتنا مع الحوثي وغيره لتشكيل جبهة موحدة ضد مشاريع تقسيم اليمن.
ووجه البرلمان الإخواني عبدالعزيز جباري تهديداً مباشراً للرياض في حال تم تقسيم اليمن بالقول : إذا حصل نوع من التقسيم والتجزئة والتشرذم ستدخل اليمن في حروب لا تنتهي، وستدفع السعودية الثمن باهضا.
ووصف إعلاميون جنوبيون ذلك التصريح بالفيض من غيض وإن ما خفي في صدورهم كان أعظم،
وإن هذه الوقائع تشير بوضوح إلى أن الحرب اليمنية تستهدف الجنوب، وأن المليشيات الحوثية والإخوانية تمارسان ما يمكن اعتباره تقاسما للأدوار فيما بينهما في الاستهداف الغاشم والخبيث ضد الجنوب وحق شعبه في استعادة دولته.

ترويض البعد المذهبي وصناعة أهداف مشتركة :

وبحسب مقتطفات من تقارير إعلامية جنوبية نختم بها تقريرنا المختصر قالت : إن الارتهان الإخواني الحوثي لأعداء الأمة العربية ليس وليد الساعة وإنه متجدر تاريخيا وله فصول،
وإن الوقوف على العلاقة بين تنظيم القاعدة الإرهابي وإيران لا يبتعد كثيراً عن الوقوف على العلاقة بين إيران والتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين وأجزائها من التنظيمات الجهادية المتطرفة.
فتنظيم الجماعة الذي أيد ما تسمى بالثورة الخمينية عام 1979 م هو نفسه الذي اغتال الرئيس السادات برصاصات أطلقها إرهابي إخواني النشأة ويدعى _ إسلام بولي _ وقبل أن يجف دم السادات أطلقت طهران اسم ” إسلام بولي على أحد شوارعها ، وقامت باحتواء ما تسمى جماعة الهجرة والتكفير الذي كان من ضمن قادتها أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة السابق، إنها الفترة التي تجذرت فيها العلاقة بين إيران، واصل تنظيم القاعدة الإرهابي
ولعبت جماعة الإخوان وفروعها بوصفها العقل الذي يفكر به تنظيم القاعدة في التحولات والمتغيرات الدراماتيكية ، على تذويب البعد المذهبي بين التنظيم وفروعه وإيران وأذرعها في المنطقة، كما عملت الجماعة على إجراء ملاقحة تعزيز التلاحم بين الأدبيات الجهادية الإرهابية الإيرانية والقاعدية ، وبناء شبكة من الهندسة الفكرية الضامنة لديمومته، كوضع هدف الجهاد على ما تطلق عليه إيران والقاعدة وبصيغة مشتركة ( الشيطان الأكبر ) وتقصد الولايات المتحدة الأمريكية، ثم جاء جهاد إرهابي رديف، اتفق تنظيم القاعدة وإيران وأذرعها على تسميته ” الجهاد على عملاء رأس الشيطان ” وهو مصطلح دعائي يردد بكثرة في خطاب القاعدة والحوثي وكل المليشيات الإرهابية الإيرانية ويقصد به الأنظمة العربية وقواتها المسلحة.

زر الذهاب إلى الأعلى