مقالات وآراء

وللإتكاليةِ حديث

[su_post field=”post_date”][su_spacer size=”10″]

كتب/
منصور الصبيحي
كاتب جنوبي

أضرار الحرب لا تنتطوي ولا تكتمل عجائبها، فلا يمكن لملف أن يحملها بمفردهِ، ويوما عن يوم يتكشّف عمق تأثيرها، وما أن يُفطن من يقع تحت رحمتها لجانبٍ معينٍ من جوانبها السلبيةِ إلّا ويتبدّاء له جانباً آخراً أكثر سوءً وتدهوراً منه.

من الأمثال : (لا تعطني كل يومٍ سمكةٍ بل علمني كي أصطادَ سمكةً) اي بالمعنى أمنحني فرصة للشعورِ بكينونيتي كإنسان يتفاعل مع مؤثرات الحياة من حولهِ، وأن كان من الواجب مساعدتي فلتتركني أشقُ طريقي بنفسي، فقط سهل لي الأمور ومنحني سنارةَ صيدٍ بعد أن تعلمني إستخدامها، هذا خيراً لي من أن أمضي حياتي بجانبك مسلوب الإرادة ــ عالة عليك ــ أشحت منك قوت يومي.

وبما يعنيه لنا نحن معشر اليمانون، وناتج الحرب التي أتت على الأخضرِ واليابسِ؛ هي الاتكالية على الغير، وأصبح يعاني منها اغلبنا تقريباً، وبعدم قدرتنا على العطاءِ، والتفاعلِ ولأسبابٍ كثيرة، منها تعطل عجلة الإنتاجِ بالكاملِ إلا في ما ندرَ، ورحمَ ربكَ وعلى إثره غدى مُعظمنا يَرقبُ منتظراً ما ستجود به عليه المنظمات الإنسانية من غذاء ودواء ……

بالأمسِ القريب طالعتنا بعض القنوات المواقع الإخبارية عن بعض ما أوردَتهُ دراسةً قام بها خبراء تابعين لمنظمات دولية تناولت الدعم المقدم لليمن بشقيهِ الغذائي، والإنساني من قبل الدولِ المانحةِ بما فيها إشقاءنا الخليجين، ومنذو اندلاع الحرب 2015م والتي تقدر بعشرة المليارات من الدولارات على حد وصفهِم، وما احدثتهُ من نقلاتٍ، وعلى ما يبدوا أنّ من النتائج مخيبةً للأماَلِ، ورأي من خلاله اصحاب الدراسة وبوجهة نظر: لو أن تلك المبالغ صرفت على الجانب التنموي ورفع المستوى المعيشي للسكان لكان أفضل.

وتأتي هذه الدراسة بالتزامنِ مع إحجامِ الدول المانحةِ نفسها عن الإيفاء بإلتزاماتها المقدمة لهذا الغرض، وسط ما يشهدهُ العالم من تراجع اقتصادي جراء فيروس كورونا وإنعكس ذلك سلبا على مدخولها القومي…ومع ما تطلقه الأمم المتحدة من نِداءات إستغاثةً ناتج شحة التمويل لبرامج الغذاء العالمي وبعدم قدرته على تأمين المساعدات للمحتاجين.

ولتكن الدراسة السالفة الذكرِ، وللأسف صيحةً أتت متأخرةً، وفي نفس الوقت صادمةً، فلم يبادر دعاتها ويطلقونها في حينها، ومن قبل لا يقع الفأس في الرأس؟. وعساها أن تلقى يومها إستجابة وأذاناً صاغية، مع يقيننا الكامل حاشا وكلّا أن يكون ذلك، كإستنتاجٍ لما نلاحضهُ أمام أعيننا من ممارسات شعواء وبلامبررٍ أتت على ما بقى قائم من مرافقٍ حكوميّة وغير حكومّية ــ خدميةِ وإنتاجيةِ لم تبلغها يدَ الحرب والخراب، وليُجعل منها تمسي في خبرِ كان.

زر الذهاب إلى الأعلى