مقالات وآراء

قصة كفاح في طريق حقوق ذوي الهمم

 

كتب: نزار نمنم

 

تستمر القصص تلو الأخرى دون توقف لتحمل لنا الفوائد والعبر تظهر لنا الأهداف وتوضح لنا بعض الطرق والتفاصيل المخفية عنا فقد شجعني هذا في كتابة قصة هدفها النضال السليم لرؤية مجتمع أفضل فإني مازلت مؤمن بالنجاح لم يعتريني اليأس والإحباط ولم استسلم للظروف والأحداث فقد أصبت بشلل الأطفال وانا في الثالثه من عمري بعام 1978 وتوفي والدي بعد إصابتي بعامين حينها أصبح في المنزل أربعة من الأطفال الأيتام من بينهم طفل معاق مع الأم الأرملة التي كانت تبكي بعد وفاة أبي وقد كان الجميع ينظر لها بتساؤل عما ستصنعه وقد أصبح الحمل ثقيل عليها ومن نعومة اظافري أقسمت بعدها بأن لا أزيد حملها ومعاناتها لكوني معاق وقررت أن أواجه الحياة مهما كانت الصعاب التي قد أجدها وبدأت دراستي بسنة 84 كطالب في الصف الأول بمدرسة حاتم الابتدائية وقد كنت طالب حاز على المركز الأول طيلة المرحلة الابتدائية له مع حب المعلمين والأصدقاء الذي كان لهم دور كبير في نجاحي.

ثم انتقلت في سنة 92م لمرحلة الثانوية بمدرسة بلقيس في مديرية الشيخ عثمان التي قد اجتهدت وثابرت فيها أيضًا حتى أكملت مرحلة الثانوية قسم علمي بفضل من الله ومن الذين كانو حوالي حيث التحقت بكلية العلوم الإدارية في سنة 97م تخصص محاسبة وكنت لا ألتفت في طريقي إلا للنجاح الذي أراه ينتظرني بسعي و إرادة وتمكنت من إنها المرحلة الجامعية بعام 2001م حاصلا على بكالوريوس محاسبة فأنتقلت إلى طريق مرحلة أخرى مليئة بالعراقيل كي أثبتت وجودي فيها بكل عزم وقوة وقد تحملت الكثير من الضربات الموجعة في واقع أخوض فيه معركة وجودية بالبحث عن وظيفة وكنت أتعرض للرفض وعدم القبول لكوني معاق وفي كل مرة يتم رفضي فيها يزيد إندفاعي بكل إصرار لعدم الاستسلام والتوقف بل كنت مستمر مواصلة الطريق والبحث بتلك الفترة التي عانيت منها و رأيت فيها نظرة المجتمع بإتجاه هذا المعاق.

فعزمت مقررا الدفاع عن ذوي الاحتياجات الخاصة وحقوقهم والتحقت بجمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركيا في عدن وعملت لمدة أربع سنوات كمدير إداري ثم مديرا للتدريب والتأهيل وأهتممت بمدرسة الشروق لتعليم الأطفال المعاقين كي يتواجد جيل يكسر حواجز الإعاقة ويقوم بالإندماج في المجتمع حيث توظفت بعام 2007م في الإدارة المحلية بديوان المحافظة في الشؤون المالية مجتهدا بعملي الذي حظيت فيه بحب واحترام زملائي وبتوفيق من الله قمت بالزواج في عام 2009م ليرزقني الله بخمسة أطفال واستطعت من تكوين الأسرة التي أصبحت هي كل حياتي بجانب الأهداف التي عزمت عليها وبعد أحداث عام 2015 انقطعت عن العمل ولازمت المنزل نتيجة الحرب والوضع السياسي في البلاد ولكني لم اتخلى عن افكاري ومبادئي لمناصرة إخوتي.

ثم واصلت عملي كناشط في مجال الإعاقة حيث تلقيت دعوة في عام 2020م من وزارة حقوق الإنسان والمفوضية السامية لحقوق الإنسان لتلقي دورة في إنفاذ الاتفاقية الدولية لمناصرة حقوق ذوي الهمم والتي كانت مخرجاتها انشاء الشبكة الوطنية لمناصرة حقوق ذوي الهمم وتم اختياري كنائب لرئيس المجلس التنسيقي للشبكة التي كان الغرض منها تحقيق أهداف وخلق أفكار تخدم ذوي الهمم وعملت ساعيا طوال حياتي في كيفية الإهتمام بهذا الذي يرونه معاق وتعليمه ودمجه في المجتمع ليصبح عنصر فعال يستطيع الاعتماد على نفسه ويخدم الآخرين ويطرد النظرة التي يراه بها المجتمع بعيدا عن اليد السفلى التي تصور هذا.

وبداية هذا العام تم استدعائي للعمل مرة أخرى وفي مقابلتي للأستاذ المحافظ احمد حامد لملس الذي شد من ازري رافعا من إرادتي وقام بتكريمي وقد كان حفظه الله الداعم الأكبر في عودتي لعملي ولا أنسى فضل أخي العزيز أمجد الحسيني نائب مدير مكتب المحافظ هدة الشخصية التي تسعى دائما لسير وانضباط العمل في الديوان والذي كان له أيضًا دورا كبيرا في الوقوف معي وتمكيني وزرع الإرادة والثبات من أجل العودة إلى العمل وإزالة العراقيل من امامي وأشكر العم سعيد مدير عام مكتب المحافظ هده الشخصية المثالية واشكر نائب المحافظ الاستاذ بدر معاون وكل وكلاء المحافظة واشكر اصدقائي في العمل لمساعدتي وحبهم لي واشكر السيد المحافظ بشكل خاص فهو شخصية عظيمة رعاه الله لعدن وأهلها واخر ماحققته هو حصولي على دوره انا وزملائي في الديوان العام برعاية مكتب المحافظة ودعم من منظمة برغهوف الالمانية بتنسيق مع منتدى عدن لتنميه السياسية دورة في اللامركزية المالية واشكر استادي علي حسن مدير عام الشؤن المالية والادرية في الديوان لترشيحي وفي الاخير سيظل حلمي هو تحقيق ومناصرة حقوق ذوي الهمم ولن آكل او آمل من هذا الطريق ولن أتوقف إلا بتحقيق ذلك

زر الذهاب إلى الأعلى