مقالات وآراء

ليس لدينا نفس للتهنئة نريد من يطمئنا حول مصير العملة المحلية.

بقلم/

جلال السويسي

التهنئة والتبريكات بعظمة وامجاد الثورة الاكتوبري فرض علينا تمجيداً لأولئك الرجال الاحرار الذين قدموا جل التضحيات في سبيل تحرير وطننا من أعظم استعمار بغيض على وجه الارض الذي ظل جاثماً على شعبنا ووطننا طيلة 129 عام عانى فيها شعبنا الفقر والمرض والجهل ، وبعزيمتهم الوطنية وإصرارهم العفوي أجبروا الاستعمار الإنجليزي على الرحيل صاغراً وهو يعظ اصابع الندم على أجمل وأعظم المدن بالعالم عدن عاصمة الجنوب ..

إن ما قدموه أجدادنا الاحرار طيلة مسيرة النضال التحرري لم يكن بما نتصوره نحن ويتصوروه قادتنا على أنه يوم لتبادل التهانيء والتبريكات وأظهار عضلات الخطابة ولباقة الكلام المزين مؤهمين العالم على أننا نعيش في رغد العيش متغنين بالمناسبة صحيح انها مناسبة عظيمة وفيها تذكير وتمجيد للعظماء ولكن قيادتنا تظن أننا غير مدركين أنهم ينظرون إلينا بأننا غير فاهمين بواجبهم تجاه الوطن والمواطن ويصورون أنفسهم غير مدركين ما نعانيه في وطننا العظيم …
أنا ومن خلال جلوسي لمشاهدة القنوات أرى المراسلين وفي نشرات الأخبار يقدمون لنا التهاني والتبريكات للشعب منسوبة للرؤوساء والمسؤولين بمناسبة العيد الوطني آل 58 للثورة الاكتوبري ..فكانت تخاجلني نفسي وبداخلها كوم من الغضب متحاملاً على هؤلاء القادة والمسؤولين المهنئين وأصحاب الفخامة …الذين لم يعبروا لنا بكلمتين ما يخفف عنا الاستعمار الجديد الذي سيطر على مضاجعنا ومأكلنا ومشربنا واحرمنا لذة العيش الذي ضحى من أجله أجدادنا الاحرار وظليت أمني نفسي أن أسمع ولو كلمة من أحد تلك القيادات تيقنني وتيقن الذين من مستوآي المعيشي لنطمئن حول مصيرنا المجهول من الاستعمار الجديد المتمثل في صرف العملات الأجنبية وارتفاع الأسعار لجميع المواد الغذائية …وإلا ليس عندنا فاقة للتهنئة والتبريكات وعملتنا إلى الحضيض …

 

زر الذهاب إلى الأعلى