تقارير وحوارات

لن يستقيم الظلُّ والعود أعوج .. تقرير يبحث في سلوك ومبررات المطبلين لعودة الجنوب إلى باب اليمن

كريترنيوز / تقرير

المزايدون والمطبلون للوحدة اليمنية المطالِبون بعودة الجنوب إلى باب اليمن لايريدون لليمن ولا للجنوب خيراً كون الوحدة باتت مجرد شعار يغلّفون به مصالحهم المشبوهة وينبحون من أماكن بعيدة آمنة، وتساءل جنوبيون التقتهم صحيفة«سمانيوز» وأعدّت بمعيتهم تقريراً مختصراً يبحث في سلوك وتصرفات اؤلئك المطبلين المطالبين بعودة الجنوب إلى أحضان صنعاء.
لماذا لايقتنع اؤلئك الحمقى بالوقائع والأدلة الشرعية والقانونية الداحضة لمشاريعهم الوحدوية المشبوهة؟
أليس الحوثي الشيعي وحدويا مثلهم ويسعى إلى إعادة ضمِّ دولة الجنوب إلى مملكته المتوكلية اليمنية؟ أم أنه بات مثلَهم الأعلى؟ أليس الوقوف إلى جانب خيار الحوثي الشيعي يُعدُّ خيانة للدين الشافعي السُني وللوطن والأرض والانتماء والهُوية الجنوبية؟ ما الفرق بين الطابور الخامس ومؤيدي الوحدة الحوثية الشيعية العفاشية الدموية البائدة؟ ألا يُعدّ المطبّلون المؤيدون للوحدة اليمنية خونة وأنهم الطابور الخامس كونهم يجرون الجنوب صوب التشيُّع والحوثنة ؟ هل هم يراهنون أم يغامرون؟
لقد باتوا أشبه بالورم الخبيث المزروع في جسد الوطن الجنوبي ووصمة عار في جبين ثوّار الجنوب الشرفاء؟ هل بات جوعهم كافرا إلى درجة بيع الوطن والدين لأجل المال أم أنها خيانة تجري في عروقهم؟وفي ضوء علامات استفهام وتساؤلات أخذتها سمانيوز من على ألسنة جنوبيون قالوا : إنه يتوجّب على المطبلين المؤيدين للوحدة اليمنية التوجُّه إلى الجبهات لتحرير صنعاء قبل الحديث عن أيِّ افكار أو مشاريع مسبقة إن كانت نيتهم صادقة بالفعل لأنه لا يستقيم الظل والعود أعوج، منوهين إلى أن التقديس المبالَغ عن الوحدة اليمنية وإعطائها أكبر من حجمها أو على أنها أحد أركان الإسلام يُعدُّ جرماً وانتهاكاً صارخاً لحقوق الجنوبيين!.
ويرى ناشطون أن بعض مؤيدي الوحدة اليمنية أشبه بالخوارج والشيعة يتباكون ويتشدّقون ويرونها مقدّسة وطريق يؤدي إلى الجنة ولقد تعمّد نظام صنعاء إلى ربط الوحدة اليمنية بالشريعة الإسلامية لإباحة دماء الجنوبيين وإسكات أصواتهم وبالفعل غُرست فكرة الوحدة أو الموت في عقول الأشقاء اليمنيين عقب حرب صيف 1994 مباشرة وصارت خرافتها مقدّسة لديهم ووضعت خطوطاً حمراء استفزازية حول أسوارها الهشة.
فيما تساءل آخرون بالقول : هل استمرار الوحدة اليمنية على كومة من الأشلاء البشرية وبحور من الدماء أولى في نظر الشرع والقانون الدولي من المحبة والسلام وحُسن الجوار؟ هل يريدون إعادة إحياء الوحدة اليمنية على أنقاض صنعاء كون الحوثي لن يسلمها إلا عقب دمار وخراب شامل لا تحمد عقباه، وقال آخر ساخراً (تفكَّكت الدولة الأموية والعباسية والعثمانية وقامت القيامة على الجنوبيين عندما طالبوا بفك الارتباط عن اليمن).

شعاراتٌ إرهابيةٌ قمعية :

ويرى آخرون أن الشعب الجنوبي شبع من شعارات وحدوية متشدِّدة ظاهرها وطني وباطنها إرهابي قمعي شعارات خارقة مقرونة بالفتاوى الدينية التكفيرية القاتلة وبالسلاح والنار محفوفة بالخطوط الحمراء المسيّسة أصمَّت أسماعنا وأرعبت الصغير والكبير، متعجبين من حال القوى اليمنية وكوادرها القابعة في الجنوب حيث لاتزال متمسّكة بها وتقاتل لأجلها تناست أو تغاضت عن مايدور في اليمن وباتت تجاهد من أجل حرف مسار القضية الجنوبية عن نهجها التحرُّري صوب التباكي على صنعاء اليمن وبات حال كبيرهم أشبه بالنجار الذي باب بيته مخلوع، والاعجب من ذلك إن من يقفون في الجبهات وعلى خطوط النار لقتال الحوثي هم من يُطلق عليهم انفصاليون فيما لا حس ولاخبر للمطبّلين.

وخلال مداخلة للأستاذ سالم أحمد المرشدي القيادي بانتقالي محافظة حضرموت خصّ بها تقريرنا المُعد حصرياً من قبل صحيفة سمانيوز قال :
قبل الحديث والأخذ والرد حول هذا الاستطلاع علينا أن ندرك أيضاً في الوقت الراهن فقد مضت 8 سنوات على انطلاق عاصفة الحزم ولم تتحرّر صنعاء وهو دليل واضح بأن هدف الجميع هو احتلال الجنوب فقط ولا يهتمون بصنعاء أو إعادة الشرعية إليها وما أشبه اليوم بالبارحة، هناك أيضاً ثلاثة عقود وأكثر مضت منذ أن أُعلنت الوحدة بين الشمال والجنوب التي لم تدُم طويلاً ، بل تلوّنت بالدماء في حرب عام 1994 عندما قرّر نظام صنعاء استخدام القوة ضد المعترضين على الوحدة التي سلبتهم مواردهم وحقَّهم في العيش كمواطنين لا رعايا، بعد أن قدّموا الكثير من التنازلات طواعية في هذه الفترة بدأ هذا النظام في التنصُّل من كل الاتفاقات والوعود الذي تمَّ التوقيع عليها هذا واقع لا ينكره عاقل.

مجردُ جسر عبور لشرعنة احتلال الجنوب :

وتابع الأستاذ المرشدي حديثه بالقول : من يطبّل اليوم لهذا النظام اليمني المتخلِّف والعنصري عليه أن يُدرك أنه مجرد جسر عبور فقط لكي يشرِّع لهم احتلال الجنوب متناسياً أن هناك الكثير من تماشى مع نظام صنعاء ثم تمَّ تصفيته واغتياله، فكلُّ جنوبيّ في نظرهم يجب التخلُّص منه وحصل ذلك في عهد المخلوع صالح وحالياً نفس المشهد مع الحوثي ونفس النظرة لايمكن أن يثقوا في أي جنوبي مهما كان وحصل هذا مع اللواء عبدالله الجفري ناطق القوات الجوية في مليشيات الحوثي وتحدّث بنفسه عن هذا الموضوع عبر قنواتهم الفضائية. إذاً مايحدث من بعض الجنوبيين من المسايرة والتماهي مع نظام صنعاء هو مثل الذي يبحث عن إبرة في كومة قش، وهو فعلاً لا يستقيم الظل والعود أعوج
خاصة حالياً وقد احتضنت صنعاء للمذهب الشيعي وتحوّث اليمن ولايمكن الخروج من هذا الوضع الذي وصل إليه نظام صنعاء لأنه خارج عن المِله والمثل يقول عندما يتحدّث المجنون يجب أن يكون المستمع عاقلا ولا أعتقد بأن يكون هناك جنوبي واحد يريد البقاء في نظام وحدة صنعاء إلا إذا كان مجنوناً أو مسحوراً أو خرج عن مذهب أجداده.

الواقع المرير الذي نعيشُه منذ العام 1990م :

فيما يرى الناشط السياسي ياسر محمد عوض السعيدي أن الجنوب يعيش واقعاً مريراً منذ العام 1990م،مضيفاً واهم من يعتقد أن الوحدة قد تحيا من جديد فهي غير صالحة في زماننا هذا لأن مفهوم الوحدة هو وحدة الشعوب وليس وحدة السياسيين،وحدة الأرض والإنسان وحدة شراكة لبناء الوطن تسود فيها العدالة الاجتماعية لجميع أفراد الشعب ولكن لوحظ من أول سنة من عمر الوحدة العبثية انه تم تعطيل الأنظمة والقوانيين واستبدلوها بأعراف قبلية لم نكن نعرفها نحن الجنوبيون، حيث تربينا على سيادة النظام والقانون على الجميع
ومن يدّعون اليوم أن الوحدة لازالت قائمة فذلك في مخيلتهم ويريدو تفصيل الوحدة على مصالحهم فقط، نحن في الجنوب نعتبر الوحدة انتهت وماتت بأيدي من يدّعون اليوم بوجودها وسيادتها ولم يتبقّ منها إلا ذكرى مريرة نتجرَّع تبعاتها الكارثية حتى اللحظة.

جنوب اليوم ليس كجنوب الأمس :

وتابع الأستاذ ياسر حديثه قائلاً : جنوب اليوم ليس جنوب الأمس ولن تنطلي علينا أكاذيبهم بعد اليوم، الثورة الجنوبية مستمرة وستستمر وسنظلُّ نهتف ونناضل لاستعادة الدولة الجنوبيه وفكِّ الارتباط بين الجنوب والعربية اليمنية ولن يثنينا شيء ومستعدون لتقديم التضحيات تلو التضحيات حتى تحقيق هدفنا المنشود.

ما بني على باطل مصيره الزوال عاجلاً أو آجلاً :

من جهته الناشط حيدرة عبدالله يرى أن إصرار البعض على استمرار الوحدة اليمنية غير مبرر وغير منطقي كون الوقائع على الأرض تشير إلى عكس ذلك، وباتت الوحدة مصدر قلق وخوف للشعبين كون أساسها باطل وما بني على باطل مصيره الزوال عاجلاً أو آجلاً، وقال أرى أن المزايدين والمطبلين للوحدة اليمنية لايريدون لليمن ولا للجنوب خير ولا يريدون للبلدين أي تطوُّر أو نمو أو هدوء وسلام مستدام كون إطالة عمر الأزمات والدمار والخراب والاصطياد في المياه العكرة أهم مصادر يترزق ويقتات عليها أؤلئك الحمقى.
وختم بالقول : لقد أصبح التصالح والتسامح الجنوبي منهجاً وثقافة غُرست في عقول الجنوبيين ولكن للأسف الشديد لم تستوعبها أفكار اؤلئك المطبلين والمشكِّكين كون عقولهم لاتزال مغلَّفة بفكر مريض يصعب علاجه والكارثة الكبرى أن بعضهم الإعلاميين والصحفيين الجنوبيين باتوا معزولين عن واقع حال الشعب الجنوبي الذي يوشك أن ينبذهم ويتبرأ منهم إن لم يعيدوا تقويم سلوكهم وتصرفاتهم المشينة.

الحديثُ عن الوحدة اليمنية ضربٌ من الخيال :

وكان الأستاذ القدير علي الجوهري رئيس اقتصادية انتقالي العاصمة عدن مسك ختام تقريرنا المختصر حيث قال : الحديث عن الوحدة اليمنية اعتقد أنه ضربٌ من الخيال أن يقتنع بها أبناء الجنوب الذين يؤمنون بالقضية الجنوبية وأما من جهة المطبّلين والمرجفين من الجنوبيين المؤيدين لذلك فليذهبوا أولاً إلى تحرير محافظات اليمن واستعادة صنعاء من قبضة الحوثي الشيعي الفارسي حتى نفهم أن الوحدة متكافئة وحتى وإن لعبوا بالأوراق الأخيرة التي سُرِّبت من الرياض فهذا عشم إبليس في الجنة ولايمكن أن يقبل أي جنوبي حر بذلك.
هذا ما اقوله فيما يخص الجانب الاقتصادي والسياسي وكيف لو تحدثنا عن سيطرة وهيمنة المذهب الشيعي بقوة السلاح على كل محافظات اليمن ماعدا مأرب، هل يتوقعون أن الشعب الجنوبي ممكن أن يقبل ذلك المدّ الشيعي لا وألف لا. ومنها أقول يجب أن يراجعوا حساباتهم لأننا شعب لن نقبل أن نعيش في الغبن والذُّل ، والدليل على ذلك ما قدَّمه الشعب الجنوبي اليوم في الدفاع عن الأرض وعن الدين والعرض من أجل الحرية ودحر الاحتلال الحوثعفاشي ودماء الشهداء والجرحى التي سالت على أرضنا، واليوم يريدوننا نعود لايمكن ذلك، اكتفي بهذا والأيام القادمة ستثبت ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى