مقالات وآراء

وحدة الصف الجنوبي

كتب / يعقوب السفياني

كانت دعوة المجلس الانتقالي الجنوبي إلى حوار وطني جنوبي وتشكيل فريق لذلك موفقة جداً، كونها تهدف إلى تعزيز وحدة الصف الجنوبي والتلاحم بين أبناء الوطن والهدف والمصير الواحد، وتعكس رغبة ورؤية المجلس في وطن للجميع دون إقصاء أو استحواذ.

ورغم أن هنالك بعض الكيانات الهلامية التي تشكلت في غرف المخابرات المغلقة، والشخصيات السياسية الجنوبية التي فقدت مصالحها، أو لا زالت الأحقاد تعشعش في عقلها الباطني واللاواعي، رفضت بسرعة أي حوار وطني، إلا أن هذا كله يبقى عديم الضرر، كون المكونات التحررية الثقيلة والفاعلة كان موقفها إجمالاً مُشجعاً.

في الجنوب بعض المكونات السياسية التي لم يشملها الانتقالي، كثير منها شارك في ميادين الثورة والكفاح السلمي والمسلح مع قادة ورموز المجلس في الحراك الجنوبي، لكنَّهم لأسباب مختلفة لم يندمجوا بعد في إطار هذا الكيان الكبير.

وأيضاً هنالك المكونات القبلية والمجتمعية الفاعلة والمهمة، خصوصاً في حضرموت وشبوة، ومنظمات المجتمع المدني، والتي أعلن بعضها تأييده لدعوة الانتقالي إلى الحوار الوطني، مثل “التحالف الموّحد لأبناء شبوة” والذي تم الإعلان عنه مؤخراً.

ويُعّد المجلس الأعلى للحراك الثوري من أهم المكونات الجنوبية التي أعلنت موقفاً إيجابياً من دعوة المجلس، وهذا المكوّن له ثقل في حضرموت، ويمكن من خلاله تعزيز حضور المجلس الانتقالي هناك.

يجب أن يكون عنوان المرحلة القادمة “وحدة الصف الجنوبي”، والعمل على تعزيز هذه الوحدة، وفتح قنوات تواصل مع كل الجنوبيين بدون استثناء، وتركيز الحوار الوطني في الداخل بدلاً عن الخارج، وعلى العناصر الشابة الفاعلة والمؤثرة في الداخل، عوضاً عن ملاحقة من لا يؤمنون بمشروع الاستقلال أصلاً، والانتهازيين الوصوليين في شتى العواصم.

إن الانتقالي بصفته ممثل لكل الجنوبيين، والكيان الحقيقي القوي على الأرض، مُلزم بتقريب وجهات النظر المختلفة ما دام مشروع الاستقلال هو الأرضية الصلبة التي يقف عليها الجميع، وما دون ذلك مجرد اختلافات طبيعية يمكن معالجتها بالنقاش والحوار. وهو ملزم أيضاً بالانفتاح على مقترحات وأفكار الآخرين.

زر الذهاب إلى الأعلى