مقالات وآراء

جيل متميز

كتب/ أحمد عبد الله مريسي

التربية والتعليم كانت منهج حياتنا وشيئا أساسيا وأصيل في تفكير وسلوك وتربية وثقافة المجتمع والأسرة العدنية وقدجبلنا عليها وثوارتناها جيل بعدجيل ومنذ نعومة أظافرنا لذا كنا ولازلنا جيل متميز.

الأسرة العدنية كانت حريصة كل الحرص على مسألة التربية والتحصيل العلمي والتعليم فقبل أن نبلغ سن السابعة كان والدي ووالدتي يرسلونا إلى المعلامة(الكتّاب) عند أحدى الفقهاء الذين كانوا يتواجدون في حوافينا والأحياء السكنية القريبة من حوافينا من أجل أن ندرس ونحفظ سور القرآن الكريم من جزء عمه وحتى الجزء خمسه حسبما كنا نسميه في المعلامة آنذاك ونتعلم كتابة وهجاء ونطق الحروف الأبجدية بالشكل الصحيح ونتعلم الإدغام والتشديد والضمة والكسرة والرفع والفتح والسكون ولم نكن نصل إلى قبولنا في المرحلة الإبتدائية وإلا نحن نجيد القراءة والكتابة بشكل صحيح وأشهر الفقهاء الذين تتلمذنا على أيديهم الفقيه صالح والفقيه عبده في كود بيحان والقاهرة والفقيه جازم في الشيخ عثمان كما كنا ندرس التقوية في المواد الأخرى في الحساب والرياضيات عند أشهر المدرسين والتربويين أمثال الأستاذ القدير محمد احمد اليابلي والد الأستاذ نجيب محمد احمد اليابلي والأستاذ القدير عبده بعيصي وكدا بعض المدرسات الفاضلات أمثال بيت السيدو في الشيخ عثمان حافة الاصنج بجوار بيت الطحس علشان كذا كنا ولا زلنا جيل متميز.

وعندما تم قبولنا في المرحلة الابتدائية للصف الأول في المدرسة الغربية كان من نعم الله علينا أنه منا علينا بمدرسين وتربوبين أفاضل مشائخ وعلماء أمثال الفقيد الشيخ عبدالله حاتم الذي كان مدير مدرستنا في المدرسة الغربية في حينها ومعه كوكبة من المعلمين أمثال الأستاذ علي سيف مقطري والمرحوم الأستاذ غازي هندي والأستاذ عبدالله ثابت واحمد عبداللاه وحامد العصار ومحمد عمر والصدقة والقائمة طويلة علشان كذا كنا ولازلنا جيل متميز.

كان الإهتمام بالتعليم والتحصيل العلمي للأسر العدنية مهم للغاية لدرجة أن الأب كان يقول للفقيه أو للمعلم بعبارة تدل على عظمة التعليم عنده اللحم لك والعظم لي اي بمعنى اعطاء الفقيه أو المعلم صلاحية كاملة بالتصرف إذا لم يستجيب الولد للتعليم أو يقصر أو يهمل اضربه ولو أن في هذه العبارة مبالغة ولكننا نأخد ونقرأ منها المقصود من حيث الإهتمام بالعمل وتجدر بنا الإشارة إلى أنه كان في كل معلامة وكل بيت من بيوتنا حاجها إسمها الخيزران علشان كذا كنا ولازلنا جيل متميز.
هكذا هي مدينة عدن كانت ولازالت وستظل مركز للضوء ومشكاة للنور والاشعاع العلمي رغم من أن هناك من يعمل على إطفأ نورها ووهجها ونحن نقول لهم هيهات هيهات إنها هبة الله عدن أرض النور والعلم والأمن والسلام.

زر الذهاب إلى الأعلى